تخليدا للذكرى التاسعة عشر للخطاب التاريخي للملك محمد السادس بمنطقة أجذير بإقليم خنيفرة، نظمت جمعية أجذير إيزوران للثقافة الأمازيغية ندوة تحت شعار “روح أجذير بين إكراهات جائحة كورونا ورهانات المستقبل” بقاعة الاجتماعات بالغرفة الفلاحية بخنيفرة.

الندوة شارك فيها مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين في قضايا التاريخ واللغة والسيسيولوجيا والأدب والتنمية، وسعت إلى تسليط الضوء على الجهود المبدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، اعتمادا على برنامج يجمع بين البعد الثقافي والإحتفاء بالأمازيغية كمكون أساسي للهوية المغربية لجميع المغاربة.

يقول محمد ياسين، وهو استاذ جامعي عضو بجمعية أجذير إيزوران للثقافة الأمازيغية، جرت العادة أن تخلد الجمعية سنويا الذكرى 19 للخطاب الملكي بأجذير، من خلال مهرجان، دو بعد ثقافي وفني، لكن بسبب الظروف الإستثنائية التي يعيشها المغرب جراء جائحة كورونا وبالنظر للمهام المدنية المسندة إلينا في الجمعية، اكتفينا هذا العام بتنظيم ندوة فكرية.

وأوضح محمد ياسين، أن الندوة تضمنت عروضا ومداخلات مهمة لعدد من الأساتذة الباحثين والأكاديميين حول” روح أجدير وإكراهات جائحة كورونا ورهانات المستقبل” حيث تمّ رصد الموضوع من خلال جوانب متعددة سوسيولوجية وثقافية وقانونية وفكرية، كما تم تقديم كتاب” الجبل الأمازيغي ” الذي يتضمن مداخلات لندوة علمية لفعاليات النسخة الثانية لمهرجان أجدير إيزوران لموسم 2018، حول ” الجبل الأمازيغي، الثقافة الإنسان والتنمية المستدامة”، وعرض وصلات فنية ومقاطع شعرية أمازيغية تحسيسية وتوعية في مواجهة وباء كورونا من إنتاج الجمعية وغناء وأداء لفنانين(ة)ومبدعين (ة) من إقليم خنيفرة.

واعتبر شيلس لحسن، رئيس جمعية أجذير إيزوران للثقافة الأمازيغية، الندوة الفكرية فرصة لاستحضار ذكرى خطاب صاحب الجلالة الذي مأسس للثقافة الأمازيغية ووضع أسس مغرب الهوية المتعددة بمختلف مكوناتها وروافدها وبلورة سياسة واضحة للنهوض بالثقافة الأمازيغية وترسيخها.

وقال إن إحياء ذكرى خطاب أجذير في هذه الظرفية الاستثنائية التي يعيشها المجتمع تأتي من تقدير جمعية إيزوران لحجم ودلالات هذا الحدث التاريخي وخصوصيته القيمة على جميع المغاربة في بعده التضامني والتسامحي، خاصة وأنه يعتبر الأمازيغية ” شأن المغاربة أجمعين … وجذورها تمتد في أعماق تاريخ الشعب المغربي، وهي ملك لكل المغاربة بدون استثناء”.

وأبرز شيلس، أن تنظيم ندوة أجذير في هذه الظرفية الاستثنائية، جعل الباحثين يرصدون بعض إشكالات التنمية في هذه المناطق الهشة التي كشفت جائحة كورونا عن هشاشتها خاصة على المستوى الصحي والتعليمي وبعض البنيات الأساسية.

وشدد رئيس جمعية إيزوران للثقافة الأمازيغية في تصريحه لجريدة هسبريس الالكترونية، على أن رهان المستقبل يبقى هو الاعتناء بساكنة الجبل والمناطق الجبلية خاصة منها التي في وضعية هشة، وذلك يقول أفضل ما يمكن أن نواجه بهى جائحة كورونا.

وأشاد الفاعل الجمعوي ذاته، بالمجهودات الجبارة التي يبدلها الأساتذة الباحثون بمختلف جامعات المغرب ومراكز البحث والفاعلون الجمعويون للنهوض بالثقافة الأمازيغية، وبدعم عامل اقليم خنيفرة للفعل الثقافي والتنموي بإقليم خنيفرة.

hespress.com