قارب باحثون، في ندوة علمية وطنية نظمت الأربعاء، بقاعة للعروض والندوات بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، موضوع “اللسانيات والرقمنة.. نماذج تطبيقية على اللغة العربية”؛ وذلك برصد ودراسة وتقييم حضور لسانيات اللغة العربية في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلوميات.

واستهلت الندوة، التي نظمها فريق البحث في الخطاب والدلالة.. القيم المجتمعية بمختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف، بكلمة افتتاحية لعلي أزديموسى، عميد الكلية سالفة الذكر، الذي أكد من خلالها على أهمية الموضوع بما يتسم به من أبعاد عملية وإجرائية تهدف إلى خدمة اللغة العربية من جميع الجوانب الوظيفية المتعلقة بالحاسوب في أفق تطوير عمليات تعلم وتعليم هذه اللغة وتطوير أدائها في مجال البحث العلمي.

وأضاف المتحدث: “إن استغلال تكنولوجيا الاتصال والمعلوميات وتوظيف الذكاء الاصطناعي يمكن اللغة العربية من تنفيذ مختلف العمليات التطبيقية التي من شأنها أن تقدم تفسيرات علمية وحلولا عملية لمختلف القضايا اللغوية المتعلقة بالمعجم والصرف والتركيب وعمليات الاستنباط والتقييم والإحصاء التي هي من وظيفة العقل البشري”.

وأكد عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور أن “عملا كبيرا ينتظر البحث اللساني العربي في إحداث المرتبة العلمية المنشودة بتضافر جهود جميع الكفاءات التي يؤطرها مجال البحث العلمي أمام ما يقدمه العالم في مجال استغلال تقنيات الحاسوب في المنظومة اللغوية في المجال التطبيقي، وبالاستفادة من تجارب الآخرين في شتى الحقول المعرفية واستحضار ما تتميز به اللغة العربية من خصائص صورية وأسلوبية ودلالية”.

ومن جهته، قال فريد لمريني، مدير مختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف، إن “تكنولوجيا الاتصال تمثل رهانا ينبغي على الجميع كسبه بالانخراط في مشروع مجتمعي بكل قوة وزاد علمي رفيع”، مبرزا أن “اللسانيات مطالبة بأن تتحول إلى آلية حقيقية في رهان التعليم والتنمية والتواصل لتكون العربية محتلة للصدارة والمراتب العالمية على الصعيد الكوني”، ومؤكدا أن “حضور العربية في الحاسوب يتطلب تضافر الخبرات وتوحيد الجهود لخدمة هذه الغاية العلمية والأخلاقية النبيلة”.

وأبرز لمريني “أن العربية مطالبة، اليوم، ليس من منطلق المجال اللساني فحسب، بل من مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية والدقيقة، بأن تتحول إلى بنك عالمي للمعلومات يخول لها أن تتبوأ مرتبة سامية في صف اللغات العالمية باستغلال مختلف الوسائل التكنولوجية في مجال الحاسوب والرقميات”.

وعرفت الندوة في جلستها الأولى، التي أدارها علي الصديقي، مداخلة عبد الواحد دكيكي بعنوان “الخوارزم اللغوي في هندسة التحليل الحاسوبي للغة الطبيعية – مدخل التنظير إلى التطبيق الإجرائي”، ومداخلة عز الدين الغازي بعنوان “معالجة اللغات الطبيعية والنماذج المعرفية”، ومداخلة إسماعيلي علوي حافظ الموسومة بـ”اللسانيات والرقميات”، وأخيرا مداخلة علي بوعلام تحت عنوان “أنظمة الترجمة الآلية.. المكون الإحصائي والأساس الهندسي-اللساني”.

أما الجلسة الثانية التي ترأسها أبو عبد السلام الإدريسي، فقد تمحورت مداخلاتها على مواضيع “امتحان تحديد المستوى الإلكتروني لمتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها.. من التصميم إلى التقييم” لمريم الساهلي، و”الوسائط الرقمية وتعليم اللغة العربية وتعلمها.. المستوى الصوتي نموذجا” لفاطمة بوحلوش، و”حوسبة اللغة العربية وإشكالية الذخيرة الإلكترونية وأثرها في تعليم اللغة العربية وتعليمها” لمصطفى حفاظ، وأخيرا مداخلة فتيحة يحياوي المعنونة بـ”تعليم اللغة العربية وتعليمها عن بعد، أساليب التدريس وصيغ التقويم”.

أما الجلسة الثالثة والأخيرة التي أدارها جمال الدين الخضيري، فقد تناولت مداخلات محمد حسني تحت عنوان “السياق والترجمة الرقمية.. نماذج تطبيقية على اللغة العربية”، وزهور كرام بعنوان “الأدب والثورة الرقمية”، وأخيرا مداخلة محمد لمريني الموسومة بـ”انتقال النص الرقمي المتشعب إلى التداول العربي في بناء المصطلح النصي”.

hespress.com