خرجات لا تستكين سوى بردود فعل خارجية، بصم عليها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، على امتداد الأيام القليلة الماضية؛ فقد تسببت أدوات التواصل الرقمي للرجل في متاعب انطلقت مع السفير الإسرائيلي، واستمرت ببيانات قوات أفريكوم الأمريكية.

وتسببت مساندة العثماني، خلال الأيام الماضية، لمنظمة حماس المقاومة على الأراضي الفلسطينية في جدل كبير، عقب تغريدة للسفير الإسرائيلي، رفض فيها هذا التضامن مع الفلسطينيين؛ لكنها انتهت بمساندة افتراضية للعثماني وحذف للتدوينة المذكورة.

وتشكل ازدواجية قبعة الأمين العام لـ”البيجيدي” ورئاسة الحكومة حصاة في حذاء العثماني كلما تعلق الأمر باصطفافات ذات لبوس عقائدي أو قومي؛ لكن حديثه عن شمول أراضي الصحراء لمناورات الأسد الإفريقي جر عليه انتقادات واسعة تفيد “غياب الاطلاع”.

ومن شأن حديث ثاني رجل في هرم الدولة عن مناورات أمريكية مغربية بالصحراء إثارة أسئلة دائمة لدى الأطراف الخارجية حول جدية الخرجات ومصداقية حديث رئيس الحكومة، خصوصا أن أخطاء الصور والرقن باتت هي الأخرى مرادفا لحساب العثماني.

هشام معتضد، الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، أورد أن التصريحات تفتقد لتأطير تقني على مستوى التواصل السياسي والدبلوماسي؛ فمعظمها، خاصة حول القضايا الخارجية للمملكة، أبان عن غياب احترام موقعه البروتوكولي ومسؤوليته على رأس الجهاز التنفيذي الدولة.

وأضاف معتضد أن العثماني، على الرغم من بساطة أسلوبه في التواصل السياسي، فإن ديماغوجية انتمائه الحزبي تطغى على موقعة السياسي داخل الحكومة في صياغة تعليقاته على حسابات مواقع التواصل الاجتماعية المرتبطة بمنصبه كرئيس للحكومة المغربية.

وانتقد الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية التسرع في التعليق على التطورات الاقليمية والدولية من موقعه كرئيس للحكومة المغربية، أو التأخر في تصريح على ما تشهده الملفات الخارجية الحساسة للمغرب بقبعة حزبية، أبانت عن غياب إستراتيجية سياسية تواصلية محكمة.

وسجل المصرح لهسبريس أن تدبير التواصل السياسي والدبلوماسي من منطلق الديماغوجية الحزبية يسيء إلى مؤسسة رئيس الحكومة وصورة المغرب السياسية في الخارج، خاصة أننا نعيش على سرعة تكييف المعلومة وتدبيرها.

وطالب معتضد بتقوية الحضور المؤسساتي المنسجم والتوجه الرسمي، وليس إعطاء فرص سهلة المنال للمنافسين السياسيين على المستوى الدولي أو خصوم المملكة على المستوى الإقليمي، للنيل من مكاسب المغرب الإستراتيجية ومكتسباته الاقتصادية.

hespress.com