تعيش مدينة المحمدية، هذه الأيام، على وقع غليان كبير واحتجاجات عارمة يقودها الباعة الجائلون، بسبب غياب سوق نموذجي للقرب، يعرضون فيه سلعهم ويحفظ كرامتهم.

ودخل الباعة الجائلون، خصوصا الذين يضعون عرباتهم المجرورة وكذا “الفراشات” بالقرب من مسجد مالي بمركز المدينة، في احتجاجات على السلطات المحلية والمجلس الجماعي، بالنظر إلى غياب سوق يحفظ كرامتهم ويقيهم من الدخول في مناوشات مع أعوان السلطة في كل مرة.

وتطورت الأزمة، إذ احتج الباعة الجائلون إمام مقر الجماعة، قبل أن يغيروا وجهتهم صوب مقر عمالة المحمدية، ويستوطنوا حديقة “البارك” المتواجدة أمامها، رافعين شعارات “حرية، كرامة، عدالة اجتماعية”، “لن نرحل لن نرحل، والبديل هو الحل”.

واستمرت الاحتجاجات من يوم الخميس حتى حدود ظهر أمس الجمعة، وسط تطويق من طرف السلطات المحلية، والقوات المساعدة، وتسجيل إغماءات في صفوف الباعة الذين تم نقلهم إلى مستشفى مولاي عبد الله.

وأكد العشرات من المحتجين الذين توافدوا أمام مقر العمالة بعدما وجهوا انتقادات واسعة إلى رئيسة جماعة المحمدية، خلال وقفتهم التصعيدية، أن السلطات فاجأتهم بمنعهم من وضع سلعهم كما جرت العادة بالقرب من مسجد مالي بمركز المدينة.

وأوضح أحد الباعة من ضمن المحتجين: “نحن كـ’فرّاشة’ لا نطلب سوى مكان لوضع سلعنا، ونرفض هذا التهميش الذي تواجهنا به السلطات المحلية”، مردفا: “السلطات واجهتنا بعد رفع الحجر الصحي بمنعنا من وضع سلعنا عبر وضع حواجز بالمكان”.

وشدد المتحدث نفسه على كون الباعة الجائلين عانوا طوال الفترة السابقة من حالة الطوارئ الصحية، إذ باتوا يواجهون صعوبات مادية بسبب هذه الجائحة، مطالبين السلطات بالسماح لهم بعرض سلعهم قبل إعداد سوق نموذجي.

واضطرت السلطات الإقليمية بالمحمدية، أمام قوة الاحتجاج الذي قام به هؤلاء الباعة رجالا ونساء، إلى عقد جلسة حوارية معهم من أجل الخروج بحلول لوقف هذا التصعيد، إذ استقبلت ظهر اليوم ممثلين عنهم.

وخلص اللقاء، حسب بعض الباعة المعنيين، إلى كون السلطات ستعمل في غضون الأيام القليلة المقبلة على إيجاد مكان جديد يتم تخصيصه للباعة لعرض سلعهم، في انتظار التسريع في إنشاء سوق نموذجي على غرار باقي المدن المغربية.

وعبر الباعة الجائلون بمدينة المحمدية عن تقبلهم هذا القرار وانتظارهم ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، مشددين على وجوب الإسراع في حل هذا المشكل للاستعداد لعيد الأضحى الذي لم تعد تفصل عنه سوى أسابيع قليلة.

hespress.com