بعد أن قضى حزب العدالة والتنمية على رأس الحكومة ولايتين كاملتين، باعتبار الولاية الثانية تقترب من لفظ أنفاسها الأخيرة، بدأ يفكر في تأسيس برنامج انتخابي جذاب يكسب به أصوات المغاربة للعودة إلى تصدر الانتخابات وترؤس الحكومة من جديد.
واجتمع كبار القوم في “البيجيدي”، وفق مصادر صفحة “بالمقلوب”، في خلوة ليلية منذ أيام قليلة مضت، ليخرجوا بمعالم واضحة للبرنامج الانتخابي الذي يعتزم الحزب (ذو المرجعية الإسلامية) الاستناد عليه في كسب أصوات الناخبين.
وتقول مصادر مقربة من “قيادات بيجيدية” إن الاجتماعات المذكورة كانت عاصفية، بسبب التقييم الذي أجرته هذه القيادات لما تم تطبيقه من طرف الحكومة التي يقودها الحزب لشعارات انتخابية سابقة، فلم يجدوا الشيء الكثير.
واختلفت المواقف داخل الاجتماع بشأن ماذا سيقدم هذا الحزب للمغاربة من أجل نيل ثقتهم من جديد، واحتلال الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المرتقبة بعد بضعة أشهر.
وتضيف المصادر أن هناك اتجاها أول داخل قيادات “الحزب الحاكم” (الذي لا يحكم شيئا) أكد على ضرورة تثمين وتعزيز “المكاسب” الانتخابية السابقة نفسها، والسير على نفس منوال الخطط الانتخابية التي فاز بها الحزب بالانتخابات مرتين متواليتين.
وظهر اتجاه مخالف يرى أصحابه أن الحزب استنفد أوراقه وانتهت صلاحيته السياسية إذا استمر بالوجوه نفسها، والوعود الانتخابية الفضفاضة السابقة نفسها.
وتبعا لهذا الاتجاه، فإن الحزب سوف يعمد إلى رفع “شعارات راديكالية” قوية.
وتورد المصادر عينها بأن أول شعار سوف يرفعه الحزب في الانتخابات المقبلة هو “الإسلام هو الحل”، ليعود بذلك إلى المبادئ التي أسست جماعة “الإخوان المسلمين”، وتبنتها بعد ذلك العديد من حركات الإسلام السياسي.
ويخشى أنصار “البيجيدي” من أن تكون هذه الخطوة بمثابة انتحار سياسي للحزب، وهو بذلك يسلك طريق ما يقوله المغاربة بالدارجة “يا ذبحة يا ربحة”.
وبموازاة الشعار المدوي “الإسلام هو الحل”، يؤثث “البيجيدي” برنامجه الانتخابي المرتقب بوعود قديمة جديدة؛ من قبيل محاربة الخمور، والدعارة، وردم أوكار الشرور، وفق تعبير أحد قياديي “المصباح”.
ملحوظة:
إلى قراء “بالمقلوب”.. كانت فرصة جميلة تفاعلكم مع هذه الفقرة الرمضانية، سواء الذين لم ينتبهوا إلى أن ما يثار فيها مجرد “سخرية جادة” أو “جدية ساخرة” أو الذين فطنوا إلى الأمر وتركوا بصمتهم بالمرور من هنا.. وإلى لقاء قريب.