بسرعة برق خاطفة لا تكاد تُصدق، انتقل المغرب من رتبة متأخرة في مؤشر السعادة العالمي لسنة 2021 إلى تبوء مركز الصدارة في لائحة أسعد شعوب الكرة الأرضية.

آخر تصنيف أممي حديث وضع المغرب في الرتبة 106 في العالم، خلف العديد من البلدان العربية والأجنبية، لكنه تحول في شهر رمضان تحديدا إلى الرتبة الأولى، محققا مفاجأة مدوية.

المفاجأة المدوية مردها إلى أن البلد تفوق في الترتيب على بلدان تنضح بالسعادة يمنة ويسرة، من قبيل فنلندا التي جاءت في الرتبة الثانية، ثم الدنمارك وسويسرا.. ولا عزاء لهولندا والنرويج والسويد.

ما وصل إلى “بالمقلوب” من معطيات تؤكد أن المغرب تفوق في المعايير المعتمدة التي جعلته أسعد بلد في البسيطة، وهي الناتج الداخلي الإجمالي، ومعدل عمر الفرد، والدعم الاجتماعي، ومنسوب الحرية.

وتضيف المعطيات الحصرية لـ”بالمقلوب” أن الناتج الداخلي الإجمالي للمغرب تضاعف عدة مرات عما كان عليه قبل سنة فقط؛ أما متوسط العمر فارتفع بشكل لافت لأسباب صحية واجتماعية، كما أن الدعم الاجتماعي بات هو الشغل الشاغل للدولة، فضلا عن ازدهار الحرية في البلاد.

وعبرت “شبكة حلول التنمية المستدامة”، التابعة للأمم المتحدة، التي تُصدر مؤشر السعادة العالمي، عن تفاجئها بالقفزة النوعية التي لم يسبق لها مثيل لدولة كانت تقبع في مراتب متأخرة إلى الصدارة بجدارة واستحقاق.

الحد الأدنى للأجور في المغرب لا يضاهيه “سميك” آخر في أي بلد مجاور أو في المنطقة..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.
البطالة تعرف أدنى مستوياتها، خاصة بطالة الشباب.. نادرا ما تجد شابا يتوسد الحائط في “الحومة” منتظرا عملا قد يأتي وقد لا يأتي..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

المواطن المغربي تخطى عتبة الفقر بكثير، كما تناقصت جحافل المتسولين والمساكين والمحتاجين؛ بل صار شغل المواطن الشاغل البحث عن سبل الرفاهية في الحياة..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

المواطن المغربي في الجبال والمناطق النائية ينعم ببحبوحة من العيش يحسده عليها المواطن الذي يقطن في فنلندا والسويد..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

متوسط عمر الفرد المغربي تجاوز 77 عاما، وفق معطيات صندوق الأمم المتحدة للسكان، ليصل إلى التسعين عاما دفعة واحدة، بفضل تحسن الخدمات الطبية والمستوى المعيشي..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

لا طوابير منذ بداية شهر رمضان في المغرب أمام المؤسسات والإدارات..كل شيء بات رقميا، والحكومة الرقمية حققت معظم أهدافها.. فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

الحقوق متساوية بين الناس.. لا فضل بين فقير وغني، وبين حاكم أو محكوم، وبين وزير أو عامل نظافة أمام عدالة القانون..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

مستوى التعليم تحسن في الفترة الأخيرة، وصارت المنظومة التربوية في المملكة تضاهي إن لم تكن تتفوق على مثيلاتها في ألمانيا والسويد..فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟.

أما الصحة فغادرت “قاعة الإنعاش” إلى غير رجعة، وتحولت المستشفيات إلى شبه منتجعات طبية، وصار المريض يلاقي أفضل العلاج مجانا دون مس بكرامته الإنسانية .. فلماذا لا يكون الشعب المغربي أسعد شعب في العالم؟..

هل تنتظرون إكمال “لائحة السعادة”؟..تمنيت ذلك..لكنني لست سعيدا أبدا!!!.

hespress.com