يُروج مقربون من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، أنه سيوجه، في الأيام القليلة المقبلة وقبل انصرام أيام شهر رمضان المبارك، خطابا إلى “من يعنيهم الأمر”، محملا بقرارات وخطوات غير مسبوقة.

ووفق مصادر “بالمقلوب”، فإن بنكيران سوف يحاول أن يرتب أوراقه جيدا قبل الخروج بهذه التصريحات والقرارات حتى لا تُحسب ضده، مثل خرجات سابقة لم تكن موفقة، حسب الكثيرين.

أول قرار، تكشف مصادر صفحة “بالمقلوب”، يتمثل في أن بنكيران سيعلن عن رفضه لتلقي المزيد من راتب المعاش الاستثنائي المخصص له، والذي قدره البعض بسبعة ملايين سنتيم ونيف.

ومن المتوقع جدا أن يكشف رئيس الحكومة السابق عن أسباب تخليه المفاجئ عن “المعاش السمين” الذي أثار جدلا كبيرا، واعتبره البعض ريعا يستفيد منه الرجل الذي كان يقول إن حكومته سباقة إلى محاربة الريع.

مصادر “بالمقلوب” حاولت الغوص في الدوافع الحقيقية لهذا القرار المرتقب، فتبين لها أن هناك سيناريوهين اثنين لا ثالث لهما؛ الأول أن بنكيران يرغب في تبييض صحيفته السياسية قبل العودة إلى غمار الانتخابات المقبلة، والثاني أن الرجل شعر بغير قليل من الندم على قبول معاش ضخم يرى أنه لا يستحقه.

وثاني قرار سيعلنه بنكيران، وفق المصادر عينها، اعتذاره الرسمي للشعب المغربي بشأن الزيادات المتوالية التي عرفتها قطاعات اقتصادية متعلقة بمعيشة المواطن في عهد حكومته، حتى بات الكثيرون يلقبونه بـ”بنزيدان” عوض بنكيران.

ويُسِر مقربون لصفحة “بالمقلوب” أن الرجل أدرك متأخرا كم تسببت حكومته في العديد من القرارات التي أضرت بجيوب المواطنين البسطاء، وأنه لم يجد بُدا عن الاعتذار للناس على تلك الزيادات، لعل الاعتذار يكفر عنه هذا “الذنب الكبير”.

والقرار الثالث يتجسد في الاعتذار الذي سيوجهه بنكيران أيضا إلى “الأساتذة المتعاقدين”، لأنه يعلم بأنه كان يقف وراء قرار إلغاء التوظيف العمومي وتعويضه بنظام التعاقد عام 2016، وأن أزمة “المتعاقدين” تعد من أكبر مخلفات حكومة بنكيران.

قرار بنكيران حينها اعتبره أساتذة التعاقد وبالا سلطته عليهم “الحكومة نصف الملتحية”، حيث ما زالوا يتجرعون مرارته إلى اليوم؛ وهو ما أدرك بنكيران مأساته، إذ “كلما التقاه أستاذ متعاقد في الشارع إلا وأنبه ضميره”، يقول مقربون من رئيس الحكومة السابق.

وأما القرار الرابع، فهو تراجع بنكيران عن رفضه لقانون تقنين القنب الهندي، والذي جعله في خلاف مع قيادة حزب العدالة والتنمية، إذ إنه راجع حساباته ووجد نفسه يغرد خارج السرب، فكيف له أن يقبل ترويج الخمور عن طيب خاطر، عندما كان يقود الحكومة، ويرفض استعمال “الكيف” لأغراض طبية وصناعية لما صار خارجها؟..

وتكشف مصادر الصفحة أن بنكيران، وهو يُقَلب هذه الآراء والاعتذارات، فكر وقدر، فوجد أن “يعتذر عن هذه الاعتذارات”، ويعتذر عن الخروج بأي قرار أعلاه إلى حين آخر..

hespress.com