يبدو أن هذا الشهر الفضيل هو شهر العقوبات والغرامات للمخالفين لبعض السلوكات الحضارية؛ فبعد زجر وردع الذين يسبون الدين والذات الإلهية، يتجه المغرب إلى اعتماد عقوبات غير مسبوقة لفئات من الناس لا يترددون في التبول في الشارع العام.

أخبار “بالمقلوب” تفيد بأن هناك توجها للسلطات نحو محاربة ظاهرة مشينة ذكورية بامتياز، يقترفها العديد من الرجال (دون النساء إلا في ما ندر)، من خلال سن عقوبات طريفة وأخرى تبدو قاسية في زمن “حقوق الإنسان”.

ولم تفلح العديد من الطرق والوسائل التوعوية من الحد من ظاهرة التبول في الطرقات والشوارع، خاصة التبول على الأسوار التاريخية في كثير من مناطق البلاد.

وعلى الرغم من الكتابات الحائطية التي تدعو إلى عدم التبول على الجدران والأسوار وفي الشارع العام، والتي أحيانا تعمد إلى السب بأقذع الشتائم للفاعلين، فإن المتبولين ما زالوا “يشرشرون” بمائهم بكل أريحية ودون خجل على الحيطان وأسوار ترمز إلى التاريخ المجيد للبلد.

وتبعا لمصادر الصفحة، فإن العقوبات المقترحة تتراوح بين ما هو معقول ومنطقي، وبين ما هو طريف وناجع، وبين ما هو يصل إلى حد “الانتقام”؛ غير أنها كلها طرق من المحتمل جدا أن تفضي إلى الحد بشكل كبير من ظاهرة التبول في الشارع.

أول مقترح لمعاقبة المتبولين في الطرقات هو مقترح قانون سابق تقدم به “حزب الأحرار”، وقد يجد طريقه إلى التطبيق بعد أن تحولت العديد من الشوارع والطرقات إلى “مبولة كبيرة”.

ومقترح القانون المعني هنا “يعاقب كل من قام بالتبول أو التغوط في الأماكن التي لم تُعد لذلك، بتنظيف المكان الذي قام فيه بهذه المخالفة والأماكن المحيطة به لمدة شهرين”.

القانون ذاته يوصي بإحداث شرطة خاصة تراقب سلوك المخالفين وتحرر محاضر في هذا الشأن، كما “تحال ملفاتهم إلى النيابة العامة بهدف تحديد الأعمال والعقوبات الزجرية”.

مقترح آخر متداول لمعاقبة “المتبولين الأشرار”، بحسب “بالمقلوب”، يتمثل في إحداث فرقة خاصة من شباب يناصرون البيئة، يعملون بشكل تطوعي، يعمدون إلى استخدام شاحنات (مجهزة من طرف الجماعات مثلا) ذات صهاريج صغيرة للمياه مزودة بخراطيم، يتم قذف المتبولين بها لتنظيف المكان، وإجلاء المخالف ووضعه في موقف حرج لا يكرر بذلك فعلته تلك.

مقترح آخر طريف في هذا الصدد سوف يطبقه المغرب، هو الذي بادرت إليه منذ سنوات مدن ألمانية، حيث تعمل السلطات هناك إلى صباغة الجدران التي يكثر فيها التبول بصباغة مضادة (مقاومة) للماء، حيث عندما يعمد أحدهم إلى التبول على الحائط يرتد بوله على ثيابه، فلا يعيد الكَرة أبدا.

ويتم التداول أيضا في مقترح غريب استلهمه أصحابه من مصر في القرن التاسع عشر؛ وذلك بدق مسامير في أذن المتبولين في الشارع، حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر؛ لكنه مقترح، تقول المصادر، يصعب جدا تطبيقه بسبب سيادة حقوق الإنسان، وإن كان المتبول لا يحترم هذه الحقوق وهو يقف بكل تبجح ليملأ الشوارع من “مائه النتن”.

hespress.com