الثلاثاء 20 أبريل 2021 – 09:12
صدر مؤخرا بحث أكاديمي بيداغوجي جديد حمل عنوان “القيم وتدريس اللغة – بين الخطاب والممارسة”، نسق إعداده الدكتور محمد الفتحي، وشارك فيه فريق البحث في اللسانيات وتدريس اللغة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس.
هذا البحث، الذي صدر عن مطبعة بلال بفاس، كشف أن مواقف وآراء العينة المستهدفة تميل إلى الإقرار بأزمة القيم في الفضاء المدرسي، “ومن بين أسباب هذه الأزمة قصور في تدريسية القيم وتعثرها، ما يرجح محدودية آثار المجهودات المبذولة في مناهج التدريس على سلوكيات المتعلم؛ ما يجعل مسألة التدخل والتطوير على مستوى المنهاج والكتاب المدرسي والطرائق البيداغوجية والاختيارات الديداكتيكية ذات أولوية قصوى”.
وكشفت معطيات هذا البحث أن الكتاب المدرسي يشكل أولوية للتطوير؛ “وذلك لأسباب متعددة، منها أن لدى المتعلمين اتجاهات وميولات إلى اعتبار النصوص التي يتضمنها الكتاب المدرسي عموما في مادتي اللغة العربية والإنجليزية نمطية مملة، ما يفقد الكتاب فعاليته وجاذبيته، ما يفرض مراجعته باستمرار على مستوى المحتويات والشكل، وانفتاحه على الحقل الرقمي والمعارف الحديثة، بما يتلاءم وبيئة المتعلم”.
وفي هذا السياق، دعا البحث إلى ضرورة تجاوز المقاربات التقليدية التي تتناول القيم بالارتكاز على المضامين والمحتويات تعليما وتعلما وتقويما، مع تجاوز المقاربة التخصصية على مستوى هندسة منهاج اللغات، بإقرار منظور عبر تخصصي مندمج، يقوم على أساس التكامل بين مناهج تدريس اللغة في تنمية الكفايات اللغوية والكفايات المتعلقة بالقيم والسلوك المدني، بدل اعتبار مدخل القيم والتربية على الاختيار بمثابة مدخلين موازيين لمدخل الكفايات.
ويعد هذا البحث دراسة نظرية ميدانية تستثمر أرضية خصبة تتضمن دراسات حديثة في مجال التربية على القيم، وتنفتح على تجارب بيداغوجية أجنبية في هذا الحقل، معتمدة منهجية تزاوج بين الوصف والتحليل، وتقدم قراءة تحليلية نقدية لجوانب عدة من الخطاب التربوي الرسمي.
كما يتضمن الكتاب دراسة وصفية إحصائية تحليلية لمجموعة من الكتب المدرسية الخاصة بالعربية والإنجليزية؛ “وهو اختيار يزاوج بين تناول تدريسية لغة وطنية رسمية، ولغة أجنبية لها حضور قوي في الحقل العلمي وتحظى باهتمام متزايد ضمن المنظور البيداغوجي لخريطة اللغات في المنظومة التربوية”.