الأحد 23 غشت 2020 – 17:55
تعيش مدينة الصويرة على وقع مفارقة غريبة في التعاطي مع جائحة كورونا بعد أن تمّ اكتشاف بؤرة كبيرة في مؤسسة فندقية كبيرة بلغ عدد المصابين فيها إلى حد الآن 28 إصابة مؤكّدة، لكنّ السلطات ترفض حتى الآن إغلاق المؤسسة رغم عدد الإصابات الكبير المسجّل داخلها.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من مصادر مهنية بقطاع السياحة في مدينة الصويرة، فإنّ المؤسسة الفندقية المعروفة سُجّلت في صفوف مستخدميها في البداية أربع إصابات مؤكدة بـ”كوفيد-19″، ثم أصيب أربعة آخرون، ويوم أمس قفز عدد المصابين بشكل صاروخي، حيث تم اكتشاف 17 إصابة مؤكدة جديدة، وزوال اليوم برزت 3 حالات أخرى؛ ليصل عدد المصابين في المجموع إلى 28 حالة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الفيروس أصاب المدير العام للمؤسسة الفندقية أيضا، لكنّ المثير في الموضوع، تصيف المصادر نفسها، هو أن السلطات، ممثلة في عامل إقليم الصويرة، لم تُصدر قرارا بإغلاق “الفندق الموبوء” إلى حد الآن، رغم وصول عدد المصابين من مستخدميه بفيروس كورونا إلى 25 مصابا، والعدد مرشح للارتفاع.
والمثير أكثر، تضيف المصادر التي تحدثت إلى هسبريس، هو أن الزبناء يُرجّح أن تُسجّل في صفوفهم أيضا إصابات بالفيروس، نظرا لاختلاطهم مع المستخدمين المصابين، فيما انحصرت الإجراءات التي اتخذتها السلطات، إلى حد الآن، في تعليق الحجوزات فقط، دون إغلاق المؤسسة الفندقية منعا لانتشار الفيروس أكثر في صفوف مستخدميها والزبناء.
ويتساءل مهنيو قطاع السياحة في الصويرة عن سرّ عدم إقدام السلطات على إغلاق الفندق الذي اكتُشفت فيه 28 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وهو ما يمثل حوالي ثلث الإصابات المسجلة في المدينة السياحية منذ ظهور الوباء إلى الآن (98 حالة)، بينما أُغلق، في وقت سابق، فُندقان وأربعة مطاعم، علاوة على بعض المقاهي، فقط لأنها لم تحترم الإجراءات الاحترازية.
وبحسب المعطيات التي استقتها هسبريس من مصادر مهنية بالصويرة، فإن هناك تكتّما شديدا حول بؤرة كورونا في المؤسسة الفندقية، التي تحاول حجْب الخبر عن زبنائها القاطنين فيها حاليا؛ إذ إن سيارة الإسعاف التي نقلت المصابين كانت تدخل من الباب الخلفي للمؤسسة تفاديا لإثارة الانتباه.
وتسود مخاوف وسط المهنيين من أن يتفشى فيروس كورونا في مدينة الصويرة على نطاق واسع، خاصة وأن عمال الفندق المخالطين لزملائهم المصابين ما يزالون يمارسون عملهم ويغادرون المؤسسة ويختلطون بأفراد عائلاتهم وبأشخاص آخرين، والشيء نفسه بالنسبة للزبناء الذين يرجّح أن يكون ضمنهم مصابون، ما يجعل احتمال نقلهم العدوى خارج الفندق أمرا واردا.