بعد فشل الرّهان على منظومة “S-400” الدّفاعية الروسية بسبب تعقيدات سياسية وجيو-إستراتيجة، يسعى المغرب بشكل جدي إلى الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل اقتناء أنظمة صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ، وفقا لما أكدته الوكالة الأمريكية للتجارة الدولية.

وكانت القوات المسلحة الملكية قريبة من اقتناء منظومة الدفاع الجوي الروسي (إس 400) التي تعدُّ من بين الأقوى في العالم، لقدرتها على اعتراض الأهداف الجوية على بعد 380 كيلومترا والأهداف الباليستية في 60 كلم، إلا أنّ تعقيدات مرتبطة بالوضع الإقليمي وطبيعة التحالفات حالت دون استكمال الصّفقة.

وتعتبرُ منظومة “باتريوت” الدفاعية الجوية الأمريكية، التي تسْعى القوات المسلحة الملكية إلى اقتنائها، أفضل منظومة صاروخية لمواجهة الصواريخ المعادية وإسقاطها، لذا تعتمد عليها عدة دول بشكل أساسي في حماية أجوائها ومراكزها الإستراتيجية والحساسة خلال الحروب.

ولتجنّب العقوبات الموجهة إلى الدّول الطامحة إلى التعاقد مع الرّوس، يعود المغرب اليوم بقوة إلى سوق الأسلحة الأمريكية، إذ تجري المملكة مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق محتمل بشأن شراء نظام الدفاع الجوي MIM. 104 باتريوت.

ويمثّل نظام الصواريخ باتريوت نظاما دفاعيا صاروخيا أرض- متوسط المدى، مصمّما لمواجهة جميع التهديدات الجوية، سواء كانت عبر الطائرات المقاتلة أو بدون طيار، صواريخ باليستية أو حتى صواريخ طوف. ويذكرُ أنّ صفقة حصول المغرب على هذه المنظومة ستكون الأولى من نوعها، خاصة أن القوات المسلحة لا تتوفر على أيّ نوع من المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ.

وكشفت الوكالة الأمريكية للتجارة الدولية في موقعها الرسمي أن “قطاع الطيران المغربي المتنامي قدم فرصًا متنوعة، بما في ذلك مدخلات التوريد والطائرات الجاهزة والصيانة والبنية التحتية للمطارات، مع وجود أكثر من 140 شركة طيران في البلاد”.

ويطير سلاح الجو الملكي المغربي عبر مقاتلات من طراز F-16 وطائرة نقل C-130 وطائرات هليكوبتر من طراز CH-47D، ومعدات أخرى من أصل أمريكي، بينما تشغل البحرية الملكية المغربية فرقاطات حديثة مزودة باتصالات رقمية أمريكية المنشأ.

وتمثل أمريكا مصدرا أساسيا لمعدات الجيش المغربي إلى جانب فرنسا وإسبانيا. ويعد المغرب أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية في إفريقيا، وعلى مدى العقد الماضي عزز قواته البحرية وتجهيز جيشه بمركبات متطورة؛ وبالإضافة إلى ذلك اشترى هذا العام 25 طائرة جديدة من طراز F-16، بميزانية إجمالية قدرها 2.8 مليارات دولار، كما اشترى 24 طائرة هليكوبتر هجومية جديدة من طراز أباتشي بقيمة 1.6 مليارات دولار، بالإضافة إلى سعيه إلى الحصول أنظمة الدفاع الجوي PATRIOT وطائرة الاستطلاع G550.

hespress.com