بعد الصدمة التي تلقتها على مستوى البرلمان الأوروبي، خرج أحد أكبر الأحزاب في الجارة الشمالية المدافعة عن جبهة البوليساريو بموقف ينتقد المقاربة الانفصالية لحل نزاع الصحراء المغربية.

وأوضح إيتور إستيبان، الناطق الرسمي باسم الحزب الوطني الباسكي في مجلس النواب الإسباني، أن “العالم تغير كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي يجب أن نجعل البوليساريو تفهم ما هو ممكن الآن وما هو مستحيل”، من أجل تسوية النزاع حول قضية الصحراء.

المسؤول الإسباني الحزبي شدد خلال نقاش بمجلس النواب، بحضور بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، والعديد من الوزراء، على أنه “من وجهة النظر الجيوستراتيجية فإن البوليساريو خسر (…)، لذلك يجب أن يبحث عن حل في إطار الممكن” لتسوية هذا النزاع.

وقال إستيبان في الصدد ذاته: “لا أحد يمكنه أن ينكر الأهمية الجيوستراتيجية المتزايدة للمغرب في محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وفي مجالات أخرى”، كما أكد على ضرورة الحفاظ على علاقة جيدة مع المغرب، “البلد المهم” بالنسبة لإسبانيا والاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية، العضو الدائم بمجلس الأمن، بشأن الاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء، كان له تأثير أيضا على مناصري جبهة البوليساريو بالخارج، فبعد استقالة خواكيم شوستر من الهيئة الداعمة الرئيسية للانفصاليين بالبرلمان الأوروبي، التي كانوا يطلقون عليها اسم “المجموعة المشتركة للصحراء الغربية”، شرعت الأحزاب الإسبانية المعروفة تاريخيا بقربها من الجبهة في مراجعة مواقفها السياسية.

ويعتبر موقف الحزب الوطني الباسكي (PNV) تحولا في مواقف التنظيمات السياسية الداعمة للبوليساريو بإسبانيا، فرغم توفر الجبهة على ممثل بإقليم الباسك إلا أن أطروحتها الانفصالية لم تعد تغري المشهد السياسي بالجارة الشمالية، في ظل الشراكة الإستراتيجية بين الرباط ومدريد.

ويتجلى هذا الطرح أيضاً في فشل حزب بوديموس من داخل الحكومة الائتلافية في فرض توجهه الداعم لجبهة البوليساريو رغم محاولاته المتعددة، وهو ما دفع وزيرة الخارجية الإسبانية إلى الخروج في كل مرة للقول: “قد تكون هناك آراء مختلفة وحساسيات مختلفة، لكن موقفنا من قضية الصحراء لم يتغير لأن الأمر يتعلق بسياسة دولة”.

وأوضحت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية أن “السياسة الخارجية الإسبانية ترسمها وتحددها وزارة الخارجية بالتنسيق مع رئيس الحكومة”، مشيرة إلى أن موقف بلادها من قضية الصحراء “ثابت ولم يطرأ عليه أي تغيير”.

hespress.com