أكد رئيس المجلس الجهوي الدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، اليوم الخميس في مرسيليا، أن المغرب كان، بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سباقا في العديد من المجالات من حيث الاستثمار المستدام داخل المملكة، وكذلك ببلدان أخرى في القارة الإفريقية.

وأوضح معزوز، الذي يشارك في القمة الأوروبية-الإفريقية، المنظمة تحت شعار “المدن الإفريقية الكبرى، الجهات الفاعلة في الانتعاش العالمي”، في إطار الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، أن الاستثمار المستدام من أجل انتعاش قوي وشامل يشكل “مسار عمل” للمغرب، بما في ذلك في علاقاته مع جيرانه في إفريقيا.

وأكد معزوز، خلال النسخة الأولى من هذا المنتدى، المنظمة بالاشتراك مع مدينة إيكس-مرسيليا-بروفانس، “لا تربيون” و”لاتربيون أفريك”، والتي تجمع نحو ألف من صناع القرار السياسي والاقتصادي والمجتمع المدني في قصر دو فارو بمدينة مرسيليا، أنه “في مغرب القرن الـ 21، مغرب جلالة الملك محمد السادس، يعني الحكم التوقع والاستشراف”.

وسجل أنه بالنظر إلى “الاستقرار الكبير” لمؤسساتها، تستثمر المملكة على المدى الطويل، مما يتيح لها، مع ذلك، توقع حالات الطوارئ المتعلقة بالتنمية المستدامة.

وأبرز معزوز أن المملكة اعتمدت نظام تدبير محلي من خلال تنفيذ سياسة الجهوية المتقدمة، حيث يتم تمكين الجماعات المحلية والجهات والبلديات بالمزيد من الوسائل للتخطيط لبرامج التنمية الخاصة بها وتنفيذها، لاسيما من خلال الاستثمارات المستدامة، مؤكدا أنه في ما يتعلق بالبيئة، استثمر المغرب بسرعة كبيرة في برامج الطاقة المتجددة لتغطية 42 في المائة من احتياجاته من الطاقة النظيفة في أفق سنة 2030، ولكن أيضا ليكون قادرا على تصديرها إلى الدول المجاورة والشريكة.

واستحضر، في هذا الصدد، استراتيجية الحفاظ على موارد الماء الشروب وموارد الري وتطويرها بإشراف من جلالة الملك، والتي تركز على تحسين كفاءة شبكات التوزيع، وتدوير مياه الصرف الصحي، وتشييد سدود جديدة وتحلية مياه البحر (الداخلة، أكادير، الدار البيضاء).

كما ذكر رئيس المجلس الجهوي للدار البيضاء-سطات ببرنامج “زيرو ميكا” لوضع حد للأكياس البلاستيكية وتأثيرها الملوث، مشيرا إلى أنه إذا كان المغرب معروفا بأنه ثاني مستثمر إفريقي بإفريقيا في قطاعات مثل الاتصالات والتمويل والبناء والتعليم والصحة، فإنه يستثمر أيضا في قطاعات الاستدامة مع البلدان المجاورة في القارة في مشاريع مثل خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب؛ وتهيئة خليج كوكودي في كوت ديفوار أو إعادة بناء جسر روسو لربط شمال وجنوب القارة.

وعلى الصعيد الاجتماعي، توقف معزوز عند تدبير الأزمة الصحية، بفضل رؤية جلالة الملك، مذكرا بأن المغرب كان من بين الدول الأوائل في العالم التي ضمنت اكتفائها الذاتي من الكمامات، وقدمها للعديد من الدول الصديقة، كما استثمر في الوقاية من الوباء من خلال تعميم اللقاحات ومجانيتها.

وأضاف أنه يتم الآن تنفيذ استراتيجية وطنية لتعميم تغطية طبية واجتماعية من حيث التأمين الصحي والتقاعد بحلول سنة 2026، ليتم إثر ذلك اعتماد التعويض عن فقدان العمل، مشيرا إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنت مئات الآلاف من الأسر من الولوج إلى الخدمات الاجتماعية ومصادر الدخل بكرامة.

كما شدد معزوز على الأهمية التي تكتسيها التنمية المستدامة للقارة الإفريقية في الاستراتيجيات الرئيسية التي يضعها المغرب.

كما شاركت امباركة بوعيدة، رئيسة مجلس جهة كلميم-واد نون وجمعية جهات المغرب عن بعد في هذه القمة التي تشكل موعدا رئيسيا، لتسريع التحولات والعلاقات بين القارتين، بهدف التقريب بين مواطني المدن الأوروبية والإفريقية، بشأن مشاريع مشتركة تنفذها السلطات العمومية والمقاولات.

ويركز برنامج منتدى أوروبا-إفريقيا على دور المدن الكبرى باعتبارها فاعلة رئيسية في تسريع التعاون بين إفريقيا وأوروبا. وستكون القضايا المتعلقة بالمناخ، وتمويل الاقتصاد الأخضر، والمقاولات الناشئة وريادة الأعمال، والتكامل الاقتصادي الإقليمي بين إفريقيا-المتوسط-أوروبا، من بين المواضيع الرئيسية التي سيناقشها المشاركون في القمة.

almaghreb24.com