بلاغ كيدي باسم كافة الانتهازيين


سعيد ابن عائشة


الإثنين 21 دجنبر 2020 – 22:58

إلى كل المغاربة الصادقين، الذين يقولون: “الله الوطن الملك”.. نحن أعداء الله في كل مكان، وأعداء الوطن أينما وجد، سنواصل الزج بكم في معارك وهمية، ضد طواحين الهواء، وسنجد كافة المبررات لنعرقل التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية.. كما سنصدر البلاغات، تارة باسم اليسار وتارة باسم اليمين، ولم لا باسم الوسط.. الاتجاه لا يهم، والدين لا يهم، المهم هو تحقيق أكبر قدر من “الشوشرة”.

نحن الانتهازيون، بكافة التيارات الوطنية وغير الوطنية، سنسعى مثل الخصوم إلى التقليل من حجم المعركة، والتهويل من حجم العدو؛ لأننا لا نريد لهذا الوطن أن يفرح.. نحن رسل البؤس في القرن الحادي والعشرين. وكما أحرجتمونا بانتصاراتكم الدبلوماسية، سنحاول إحراجكم بمزايداتنا على الجميع.. نلبس لباس الخير، ونحن لا نجلب سوى الفراغ، ونبرع في تجييش المصطلحات، ولا نصطف وراء الجيش الحقيقي، المكون من مغاربة يعملون بكد ليلا ونهارا من أجل إشعاع هذا الوطن..

لسنا مع الأمن، ولسنا مع الجيش، ولسنا مع ممارسة السياسة، ولسنا مع حقوق الإنسان، ولسنا حتى مع أنفسنا، شعارنا الخالد: “علينا وعلى أعدائنا، وعلى حلفائنا..”، نحن مثل العدم والظلام، نسجل حضورنا بالتغطية على كل ما هو جميل، هدفنا هو تضييق مساحات التفكير، واختزالها في اصطفافات زائفة..

لا تهمنا الصحراء، ولا تهمنا تازة، ولا تهمنا طنجة، ولا يهمنا الرباط، ولا يهمنا العالم.. تذكروا أننا خلقنا فقط، لنعرقل الوصول إلى الحلول، نحن مع استمرار النزاعات في العالم، ومع حرب المعتقدات، وحرب العصابات، وصدام الخرافات.. يجب أن نعلم أتباعنا المخلصين كيف “نأكل مع الذئب ونبكي مع الراعي”..

وأخيرا، تحية صمود وإكبار لكل إخواننا الذين يضعون رجلا هنا ورجلا هناك، مع ما يكلفه ذلك من نفاق وتقية، والشكر موصول إلى جيل الرواد الذي يتحفنا بين الفينة والأخرى بخرجات من عالم الأمس، حيث يلبس الكذب ثوب الحقيقة، في إطار المبدأ العام لاشتغالنا، وحيث كل شيء هو: “حق يراد به باطل” أو “باطل يراد به باطل”.

hespress.com