بنبرة مختلفة .. العثماني يوصي سكان مدينتي طنجة و فاس بالصبر أمام كورونا

أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن تطورات الوضعية الوبائية ” مقلقة”.  كما أنه دافع عن صوابية القرارات، التي تتخذها حكومته لمحاصرة الجائحة، والتي قال إنها “ليست عشوائية”.

واستغل العثماني، مناسبة إلقائه لكلمة تأطيرية موجهة إلى أعضاء الكتابات الجهوية والإقليمية لحزبه العدالة والتنمية، مساء الخميس 6غشت 2020، ليقدم تعليلات للإجراءات، التي اتخذتها الحكومة بعد تزايد الإصابات بفيروس كورونا، وتلقاها المواطنون بالغضب والرفض أحيانا . إذ قال العثماني : “هذه الإجراءات لا نتخذها بناء على قرارات عشوائية، بل بناء على التقييم الأسبوعي للجنة العلمية الذي يبين هل نحن بحاجة إلى إجراءات جديدة أم لا”.

وبنبرة مختلفة ، خص العثماني تحديدا ساكنتي كل من طنجة وفاس، اللتين تم  تشديد إجراءات عزلهما بعد تزايد الإصابات بفيروس كورونا، قائلا: “جميع المدن بحال بحال، وما كنحگرو على حد، والإجراءات المتخذة في فاس وطنجة تمت وفق معلومات مضبوطة”.

وأوضح رئيس الحكومة أن إجراء عزْل المدن  يتم وفق عدد حالات فيروس كورونا في كل مائة ألف نسمة، إذ تصنف المدن، التي يتجاوز فيها عدد الإصابات خمسين ألف إصابة في كل مائة ألف نسمة ضمن المناطق التي تعاني صعوبات وتحتاج إلى إجراءات استثنائية.

وعكست كلمة العثماني استياءه من ردود الفعل، التي تعقب الإجراءات التي تتخذها حكومته والسلطات العمومية لمحاصرة فيروس كورونا، إذ أورد: “كل الإجراءات التي نتخذها قائمة على تقارير خبراء متخصصين، ونحرص على إيصال المعلومات إلى المواطنين، ولكن التوضيحات التي نقدمها لا تُستقبل كما ينبغي أن تُفهم”.

وزاد العثماني  بنبرة دفاعية عن الإجراءات الأخيرة، التي اتخذتها الحكومة قائلا: “ما يْمكنش نشوفو الفيروس كينتشر ونبقاو كنشوفو. نحن نتخذ القرارات بناء على تقارير الخبراء، ولها مدبّر حكيم”، مضيفا: “نحن مع حرية الناس ولكن بما لا يؤدي إلى انتشار الوباء وزيادة المصابين”. وأضاف مشددا :” “من واجبنا أن نتخذ قرارات لمنع مواصلة انتشار هذا الفيروس وحصد الأرواح”.

ولم يحسم العثماني في احتمال العودة إلى حجر صحي عام مثلما لم يحسم في إمكانية رفع الحجر عن المدن المعزولة حاليا، إذ قال: “إذا لم تنخفض الحالات فلن يكون هناك رفع للحجر الصحي، وعلينا التعاون لكسب تحدي محاربة هذه الجائحة”.

ووجه العثماني سهام النقد للمحتجين على قرارات الحكومة الأخيرة المتصلة بتدبير الجائحة،  إذ قال: “نبهت المواطنين قبل عيد الأضحى ألا يسافروا إلا للضرورة القصوى، ولكن البعض يردون علي ويعتقدون أنني غير  كنهضر، وها حْنا كنشوفو النتيجة، إذ ارتفع عدد الوفيات، وكان بإمكاننا تفادي هذه الخسارة لو عملنا بالإجراءات الاحترازية”.

ومع ذلك، سعى العثماني، في ختام حديثه عن الجائحة وتداعياتها، إلى استحضار التفاؤل وهو يقول: “متفائل بيقظة الشعب لتجاوز هذه الأزمة. قد يكون هنا تراخٍ، ولكن يمكن تجاوز الوضعية الحالية، إيلا صبرنا شوية، لأننا لا نملك حلولا سحرية”.

وأضاف العثماني، “إننا نعلم أن عددا كبيرا من المواطنات والمواطنين، أحيانا كيتقلقوا من الإجراءات، التي نتخذها لمحاصرة فيروس كورونا المستجد،  مرحبا، ولكن بطبيعة الحال كما قلنا مرارا هي ضرورية، نحن لا نختار ما نريد من قرارات وفق هوانا، لا نختار بين الجيد والسيء، إنما في كثير من الأحيان نختار بين السيء والأسوأ”. وأردف العثماني قائلا :”إننا نحاول أن نخفف من انتشار الجائحة وسلبياتها، ومن تأثيراتها الصعبة، إما على المواطنات والمواطنين أو على مصالح البلد على مختلف المستويات”.

ودعا العثماني عموم المواطنات والمواطنين إلى التعاون مع السلطات العمومية لإنجاح القرارات، التي تتخذها الحكومة وتنفذها السلطات المعنية، ودافع باتجاه “وضع اليد في اليد من أجل إنقاذ بلدنا” يقول العثماني .  وأضاف  العثماني منبها “إذا تعاونا جميعا وبالوعي واليقظة يمكننا أن نواجه هذا الوباء، بطريقة ناجحة وناجعة كما فعلنا منذ البداية، وأنا دائما متفائل في هذا الموضوع، لأنه لدي الثقة في الشعب المغربي وفي يقظة المغاربة، أحيانا يكون التراخي، ولكن يمكننا جميعا أن نستدرك ونتجاوز هذه الوضعية التي نعيشها”.

وزاد العثماني مؤكدا :” لا توجد حلول أخرى سحرية، لمحاصرة هذا الوباء، سوى الصبر على بعض الإجراءات التي تتخذها الحكومة”.

وفي ذات السياق، دعا العثماني أعضاء حزب المصباح  إلى الاستجابة لنداء الملك محمد السادس في الخطاب، الذي ألقاه بمناسبة الذكرى ال 21 للعرش.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد قال في خطاب العرش الأخير :” أتوجه إلى كل القوى الوطنية دون استثناء وأخاطب فيها روح الغيرة الوطنية، والمسؤولية الفردية والجماعية، للانخراط القوي في الجهود الوطنية لتجاوز هذه المرحلة ومواجهة تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية”.

ووصف العثماني، خطاب جلالة الملك ب”المتميز كالعادة”، وبأنه خطاب “توجيهي وضع النقط على الحروف”، قائلا: إن “جلالة الملك أكد على أن المغرب لحد الساعة نجح في محاصرة هذه الجائحة، ولكن بقرارات صعبة وقاسية أحيانا، وقال جلالته بالحرف لم نأخذها بطيب خاطر وإنما دفعتنا لها ضرورة حماية المواطنين ومصلحة الوطن”.

وقال العثماني، أمام متابعي كلمته التأطيرية عن بعد : “نحن جزء من هذه القوى الوطنية، التي وجه إليها جلالة الملك هذا النداء، ونحن من هذه القوى التي يجب أن تكون في طليعة تلبية هذا النداء، ونكون إلى جانب الوطن ونعمل جهدنا لمواجهة الجائحة، ومواجهة تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية”.

وزاد العثماني موضحا “على الرغم من العبارات، التي وردت في الخطاب الملكي والتي شخصت الوضعية التي خلفتها جائحة فيروس كورونا ببلدنا وتداعياتها القاسية والصعبة، إلا أن نبرة الخطاب في بدايته ووسطه وفي نهايته كانت تفاؤلية”. وأضاف مؤكدا :” يكفي أن جلالة الملك ختمه بقوله ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”.

ونبه العثماني قائلا :”المرحلة التي يعيشها بلدنا، هي مرحلة التعاون والتعاضد”، واستدرك قائلا :”لا يجب أن نثير خلالها الإشكالات الموجودة بيننا ونضخمها، وليس مهما في أي موقع نوجد، ولكن الأهم أن ننقذ بلدنا أولا، ونواجه التداعيات القاسية لهذه الجائحة، التي ستأتي على مختلف المستويات، ونضع أعيننا صوب هذا الهدف”.

واعتبر العثماني أن حزبه ملتزم بتلبية نداء الوطن”حينما يستلزم الأمر ذلك” و” بإخلاص وبغيرة وتجرد”، لكنه أكد في ذات الآن أنه ” التصرف الصعب، لأن فيه تضحية وتجرد”.

[embedded content]
almaghreb24.com