عبر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المعارض، عن عدم ارتياحه للمناخ الذي يجري فيه التحضير للانتخابات التشريعية والجماعية المزمع إجراؤها صيف أو مطلع خريف السنة الجارية، لا سيما فيما يتعلق بغياب النقاش السياسي.
وقال بنعبد الله في ندوة نظمها معهد SciencesPo مساء الاثنين: “ليس هناك أي نقاش سياسي جدي، ونحن على بعد خمسة أشهر من موعد إجراء الانتخابات”، مضيفا أن التحركات التي قادها حزبه بمعية أحزاب المعارضة لم تكن الغاية منها هي مناقشة الجوانب التقنية للانتخابات، بل أي إطار سياسي ستجري.
وتساءل المتحدث ذاته: “المغاربة اليوم يتابعون ما يجري في الساحة السياسية بالبلدان المتقدمة، وما تعرفه من نقاشات سياسية عميقة، فكيف سنخلق مناخا من الثقة في مشهدنا السياسي ونحن نرى قيادات الأحزاب تتغير بطريقة غير واضحة، حيث يتم تغيير هذه الشخصية لتحل محل تلك، وهذا معروف”.
بنعبد الله دعا، بشكل ضمني، إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب السياسية؛ “لأن الديمقراطية بحاجة إلى الحرية، وإلى تعزيز الثقة بين المواطن والقوى السياسية الموجودة في الساحة”، مضيفا: “طالما أننا جميعا نشتغل في إطار الدستور والمؤسسات، وتحت شعار الله الوطن الملك، واحترام المقدسات.. إذن، اتركوا الجميع يعبر عن رأيه ويتنفس”.
في السياق ذاته، يرى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن المغرب بحاجة إلى نفس سياسي جديد، داعيا إلى الانكباب على حل الملفات الحقوقية العالقة؛ وفي مقدمتها ملف معتقلي حراك الريف وجرادة، وملف حرية التعبير.
بنعبد الله عاد لينتقد الحكومة الحالية، التي كان من بين مكوناتها قبل مغادرتها سنة 2019، وقال، حين سُئل عما إن كان سيشارك في الحكومة المقبلة: “إذا كنا سنواصل على نفس النهج الذي تعمل به الحكومة الحالية؛ فمكاننا لن يكون داخل الأغلبية”، معبرا عن اعتقاده بأن حزبه سيتمكن من تشكيل فريق برلماني بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
من جهة ثانية، وجه زعيم حزب “الكتاب” انتقادات لاذعة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وقال إنه لم يفهم، إلى حد الآن، كيف تمكن “الجرار” من أن يتصدر الانتخابات الجماعية لسنة 2009، ورد على سؤال بهذا الخصوص: “لم أفهم كيف جرى ذلك”.
وأضاف: “كنا في مسار ديمقراطي متصاعد، وفجأة ظهر حزب سياسي جديد سعى إلى أن يحل محل جميع القوى الحزبية الموجودة في الساحة، لاعبا على حبلي الحداثة ومواجهة الإسلاميين”، مبرزا أن جموح “البام” لاكتساح الساحة السياسية أشعر أحزاب الكتلة الديمقراطية (الاتحاد الاشتراكي، والاستقلال، والتقدم والاشتراكية) بأنها خارج لعبة منافسة الإسلاميين.
واعتبر بنعبد الله أن إنشاء حزب الأصالة والمعاصرة لم يكن إشكالا في حد ذاته؛ غير أنه صار كذلك بعد سعيه إلى تصدر المشهد السياسي واكتساح الانتخابات الجماعية، ذاهبا إلى اتهامه باستعمال وسائل غير شرعية “illicites” لاحتلال الرتبة الأولى.
وربط الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بين تحالف حزبه مع حزب العدالة والتنمية في حكومة ما بعد الانتخابات التشريعية لعام 2011، على الرغم من تنافر مرجعيتيهما، بسعي الأصالة والمعاصرة إلى الهيمنة على المشهد السياسي، قائلا: “قلنا إن هذا لا يجب أن يكون، ولكن لم يصدر أي رد فعل من أحزاب الكتلة، فوجدنا أنفسنا مع العدالة والتنمية”.
وبالرغم من انتقاداته اللاذعة التي وجهها إلى حزب “الجرار”، فإن بنعبد الله نوه بالنهج الجديد الذي يتبعه عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي لهذا الحزب، معتبرا أن القيادة الحالية لـ”البام” “انتقدت ما يجري داخله في المرحلة السابقة”.