الثلاثاء 16 فبراير 2021 – 07:00
تفاعلا مع الإساءة التي استهدفت الملك محمد السادس من طرف برنامج على قناة “الشروق” الجزائرية، اعتبر عبد الكريم بنعتيق، الوزير السابق عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنها تعامل غبي مع تعقيدات المرحلة مغاربيا، “تندرج في إطار المقاربات التي لم تحدث قطيعة مع الأساليب البئيسة للمدارس التي تعود إلى الحرب الباردة في تدبير الصراعات والخلافات الإقليمية”.
وقال السياسي المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن دافع ذلك هو الخوف من التحولات الإقليمية التي تجعل المغرب قوة بـ”فضل ملك يتعامل بنضج وحكمة مع التحولات الكونية، والخوف من المكتسبات الأخيرة التي على رأسها اعتراف الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء وبمشروع الحكم الذاتي، والخوف من متانة وقوة ارتباط المغاربة بالمؤسسة الملكية الضامنة للاستقرار ووحدة المغاربة”.
وأضاف: “إنها محاولة لإضعاف النخب الجزائرية المتشبثة بعلاقة الاحترام والتقدير بين البلدين، ودفعها إلى التهميش”، مشددا على أن هذا العمل المسيء للملك مرده أيضا إلى “الخوف من الموقع المتميز الذي يحظى به شخص الملك وسط الشعب الجزائري كقائد يحمل مشروعا إصلاحيا كبيرا، حقق منجزات كثيرة لبلده في ظرف وجيز، ويتطلع لبناء مشروع مغاربي برؤية سياسية واقتصادية تشاركية”.
واعتبر الوزير السابق أنها “محاولة تسعى لجر المؤسسة الملكية إلى صراع إقليمي لإضعاف صورة الملك على المستوى الدولي، لا سيما وأن شخص محمد السادس يحظى باحترام وتقدير من طرف كبار الكون؛ أمريكا والصين وروسيا والدول الأوروبية واللاتينية”.
وتابع بأن “هذه المكانة تؤهل ملك المغرب للقيام بأدوار أساسية لحل معضلات كبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، بالإضافة إلى وجود “خوف من المقاربة التي ينهجها الملك في التعامل مع الخلافات بين الإخوة، وأكبر دليل ومثال الخلاف الخليجي-الخليجي، والتي أثبتت الأيام أنها كانت وفق رؤية صائبة”.
بنعتيق أكد أن “هناك خوفا كذلك من القراءة التي يتبناها الملك في تعامله مع الإشكاليات المطروحة في الشرق الأوسط، والتي تنبع من خطاب الملك في قمة دول الخليج عندما عارض بقوة مسلسل إضعاف الدول على حساب الاستقرار”.
وختم عبد الكريم بنعتيق تصريحه بالتشديد على أن “السمعة والاحترام والتقدير الذي تحظى به المؤسسات المغربية الفاعلة في مجالات متعددة، والمشهود لها بالاحترافية واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، يخلق بدوره الخوف في بعض النفوس المريضة”.