في وقت حرصت إسبانيا على جعل زعيم جبهة البوليساريو بعيداً عن الأضواء، ولم تسرب ولو صورة واحدة له من داخل المستشفى، بل منعت حتى تصويره لحظة مغادرته التراب الإسباني، “فضحه” النظام الجزائري في أول يوم بعد وصوله إلى أراضيه.

واستغرب معلقون مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي الصور والفيديوهات التي روجها الإعلام الرسمي الجزائري لإبراهيم غالي بشكل واسع وهو طريح الفراش ويتكلم بصعوبة، بعد “تهريبه” ليلاً من مستشفى “سان بيدرو” في “لوغرونيو”، وقبل ذلك إدخاله بوثائق وهوية مزورة بحثاً عن العلاج.

وقال معلق “فيسبوكي” إن إسبانيا سترت إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، حوالي 54 يوماً، لكن النظام الجزائري فضحه في أول يوم. وكان غالي وصل إلى إسبانيا في 18 أبريل الماضي وغادرها في الثاني من يونيو الجاري.

وزار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، رفقة سعيد شنقريحة، قائد هيئة أركان الجيش الجزائري، الأربعاء، إبراهيم غالي الذي يتواجد بالمستشفى العسكري بالجزائر، بعد ساعات من وصوله إلى البلاد قادما من إسبانيا.

وتحول “بن بطوش” إلى دمية في يد جنرالات الجزائر؛ وقال ناشط مغربي معلقاً على صوره وهو ممدود على الفراش ويخاطب الرئيس الجزائري وسعيد شنقريحة بصعوبة: “إن أسياده يصنعون به ما يشاؤون بعدما اختار الارتماء في أحضان الانفصال”.

وعبر معلقون مغاربة عن غضبهم من مواصلة النظام الجزائري استفزاز المملكة المغربية من خلال احتضان ودعم ميليشيات البوليساريو بشكل علني، بعدما جندت الجزائر مخابراتها من أجل إدخال غالي إلى إسبانيا بطريقة مثيرة تسببت في أزمة بين الرباط ومدريد.

وقال معلق على جريدة هسبريس الإلكترونية: “وأخيرا ظهر جليا أن البوليساريو هي صنيعة النظام الجزائري الذي أنفق الأموال الطائلة من أجل قضية أوهم شعبه أنه ربحها، لكن هيهات هيهات، فالسراب هو ملاذ كل تائه”؛ فيما طالب معلق آخر بطرد السفيرين الجزائري والإسباني لتآمر بلديهما معاً ضد مصالح المغرب.

وفي وقت تؤكد تقارير المنظمات الدولية وجود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، اعتبر الرئيس الجزائري، وهو يخاطب إبراهيم غالي، أن مثول الأخير أمام العدالة الإسبانية أعطى صورة بأن “الجمهورية الوهمية” “تحترم القانون ولا تخرج أبدا عنه”، مجددا دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية.

hespress.com