بعد نكسة الانتخابات بمدريد، يحاول حزب “بوديموس” الإسباني استغلال القضايا الخلافية في المنطقة المتوسطية لإحياء رصيده الانتخابي في ظل تراجع شعبيته وسط الإسبان؛ بينها قضية إبراهيم غالي، الذي دخل المملكة الإيبيرية بجواز سفر مزوّر.

وتفاعل “بوديموس” مع التوتر الدبلوماسي بين مدريد والرباط بدعوته إلى احترام “سيادة” الجارة الشمالية، ليؤكد أن قرار استضافة زعيم جبهة “البوليساريو” مرده إلى “أسباب إنسانية”، ثم دعا إلى عدم تدخل المغرب في الشؤون الداخلية للمملكة الإسبانية، بتعبيره.

وانخفضت أسهم حزب “بوديموس” في البورصة السياسية، خلال الفترة الأخيرة، مقابل العودة التدريجية لليمين الإسباني، نظرا إلى الانتقادات المتواصلة للحكومة اليسارية الحالية التي يتزعمها الاشتراكي بيدرو سانشيز بشأن تدبير جائحة “كورونا”.

وفي هذا السياق، قال هشام معتضد، الباحث المغربي في العلاقات الدولية، إن “الانتقادات التي توجهها حركة “بوديموس” إلى المغرب بشأن قضية زعيم جبهة البوليساريو تترجم مدى ازدواجية خطابها السياسي، وتخبط مواقفها السياسية على حساب قضية اختارت الحكومة الاسبانية تسييسها على حساب العدالة القانونية وروح الحقوق الوطنية”.

وأضاف معتضد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “دعوة بوديموس المغرب إلى احترام السيادة الإسبانية يضع قيادة هذا الحزب الإسباني أمام تحدي المصداقية السياسية لخطابه المليء بالمغالطات الفكرية والتناقضات الإيديولوجية، بالإضافة إلى تحركاته غير المفهومة والبعيدة عن أبجديات الخطاب السياسي، وفهمه للرهانات الجيوإستراتيجية في المنطقة المتوسطية”.

وتابع أستاذ العلوم السياسية مستطردا: “بوديموس الإسباني، الذي ينتظر أقل فرصة سانحة لإبداء رأي أو نشر مغالطة سياسية دون أدنى اعتبار سياسي أو احترام قانوني للسيادة المغربية، يتبنى حجة السيادة في تبرير عدائه للمغرب مرة أخرى، من أجل كسب تعاطف الرأي المحلي الإسباني رغم تلقيه جوابا واضحا وكافيا من الناخبين الإسبان عن أنه كيان غير مرغوب فيه سياسيا بعد الهزيمة الانتخابية التي تلقاها خلال الانتخابات الجهوية الأخيرة”.

ولفت المتحدث إلى أن “هذه الحركة الإسبانية، التي تجيد الرقص السياسي على وتر الخلافات المصطنعة من أجل تمويه الرأي العام وإخفاء الحقائق في سبيل كسب رصيد سياسي وهمي ولو على حساب قضايا غير قانونية وحقوقية، قادرة على الاتجار سياسيا بخطابها السياسي لإعادة بناء سهمها الإيديولوجي الذي تدنى إلى آخر المراتب في البورصة السياسية الإسبانية”.

وخلص معتضد إلى أن “عداء بوديموس للمغرب ثابت، ومكون رئيسي لخطابها الإيديولوجي، وفكر قيادتها السياسية؛ لذلك فتغريداتها المعادية للمغرب هدفها صيانة رأسمالها الإيديولوجي، والبحث عن إنقاذ سمعتها السياسية المحلية لدى نخبة ضيقة وفئة صغيرة من الإسبان غير القادرين على فك الرموز السياسية لخطابها الإيديولوجي المتجاوز وخارج التاريخ”.

hespress.com