من بين التوصيات التي تضمنها تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي إنشاء وكالة مغربية للعمل الثقافي بالخارج، تكون بمثابة حلقة وصل بين جميع المؤسسات الثقافية والمبادرات التي تهم الجالية المغربية؛ وهو المطلب الذي ظل حاضرا ضمن أولويات عمل مجلس الجالية المغربية بالخارج.

وأكد التقرير المرفوع إلى ملك البلاد ضمن توصياته على “ضرورة مواصلة المجهودات الرامية إلى تعزيز وتقوية الروابط الثقافية واللامادية مع الجالية المغربية؛ وذلك من خلال الرفع الملموس من جودة محتوى البرامج الثقافية الحالية، بالحرص على التنظيم الدوري لتظاهرات سوسيو ثقافية وتقديم دروس في اللغات العربية والأمازيغية لفائدة الأجيال الجديدة المزدادة ببلدان الإقامة.

كما أوصت اللجنة، التي يترأسها شكيب بنموسى، بوضع منصات رقمية للتعلم رهن إشارة الجالية المغربية لتمكينهم من التعرف بشكل أفضل على الإرث الثقافي لبلدهم الأصلي، بالإضافة إلى تعزيز وترسيخ المجهودات المبذولة من طرف المؤسسات الفاعلة الرئيسية، كما هو الشأن بالنسبة إلى قطاع الشؤون الخارجية ومجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.

وأوصى التقرير ذاته بإحداث وكالة مغربية للعمل الثقافي بالخارج لتوحيد مجهودات مختلف الفاعلين في هذا المجال ودعم تعبئة مغاربة العالم؛ وهو المطلب الذي توقف عنده عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، بتأكيده على أنه سبق أن تقدم بهذا المقترح قبل سنوات.

واعتبر بوصوف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إحداث هذه الوكالة سيكون أمرا مفيدا وإيجابيا للجالية المغربية المقيمة في الخارج، حيث من الضروري تقديم عرض ثقافي متنوع للجالية التي تعيش في أكثر من خمسين دولة”، مبرزا أن “وجب العمل على تقديم عروض ثقافية موجهة إلى العالم عبر هذه الجالية”.

وأوضح المسؤول ذاته أن “هناك تشتتا على مستوى العمل الثقافي بالمغرب، خاصة الموجه إلى الجالية المغربية المقيمة في الخارج”، منتقدا ما اعتبره “غياب آلية للتنسيق من أجل تحسين العرض الثقافي المرتبط بصورة المغرب”، وتابع قوله: “من بين مهام الوكالة توحيد عمل الإطارات الثقافية والمبادرات، وتكون بمثابة خيط ناظم بين كل هذه الآليات”.

وأقر أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج بأنه كانت هناك مبادرات قوية؛ لكن لم يتم تفعيلها، مبرزا أن الأعمال الثقافية الموجهة إلى الجالية المغربية في الخارج يجب أن تراعي البيئة الاجتماعية والثقافية والقيم الموجودة في البلدان التي تعيش فيها”، مشددا على أن “هذه المبادرات يجب أن تراعي قيم التسامح والتعايش واحترام الأديان والاندماج الإيجابي”.

hespress.com