الإثنين 25 يناير 2021 – 08:27
أصدر عبد السلام بوطيب، الحقوقي والفاعل السياسي المغربي، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، روايته الأولى المعنونة بـ”الشجرة الهلامية”.
الرواية هي عبارة عن مائة حوار مع شجرة كانت تقابل منزله الباريسي الذي قضى فيه حجره الصحي بعد أن علق بالعاصمة الفرنسية شهر مارس، إثر اتخاذ معظم الدول قرار إغلاق حدودها تفاديا لانتشار وباء كورونا.
وقال عبد السلام بوطيب، في تصريح لهسبريس: “إن الرواية استنطاق لمائة يوم من العزلة قضيتها أمام شجرة أنبتت بالصدفة مقابل المنزل الباريسي الذي قضيت فيه حجري الصحي الأول الذي أعلن في فرنسا يوم 16 مارس من السنة الماضية. أجريت حوارا حول واقعنا ومستقبلنا، وبين الصفتين ناقشت بأسلوب أدبي شجرتي التي أطلقت عليها اسم ‘دولوريس’، نسبة إلى المناضلة الشيوعية الإسبانية التي أبدعت مقولة ‘no pasaran’ لقطع الطريق أمام همجية جيوش الديكتاتوري فرانسيسكو فرانكو، الأسباب التي أدت بنا إلى أن نصبح رهينة فيروس غير مرئي، وهل لدينا الفرص لنعود إلى حياتنا الطبيعة؟ وما هي كلفة ذلك؟”.
وأضاف الكاتب: “ناقشت مع شجرتي جل القضايا التي تقلقني محليا ووطنيا ودوليا، وكانت ذكية جدا إلى حد أنها أقنعت حتى المصحح اللغوي بجرأتها وبعدالة قضاياها، إذ سألني وهو منكب على القراءة الدقيقة مصححا: ‘رجاء أستاذ، هل صحيح أن هذه الشجرة الذكية حدثتك؟’، فكان جوابي: نعم حدثتني، ولم أكن كاذبا، فقد تذكرت وأنا أرد عليه تلميذا كان يدرس معنا في الأقسام الابتدائية، وكان يتمنى لو ولد شجرة في أي بلد أوربي. ألم تكن شجرتي أحد هؤلاء الأطفال؟ أنا متيقن أن ‘دولوريس’ أحدهم، بل أذكاهم ممن لم تسعفه ظروفه الاجتماعية أن يكون شيئا آخر”.
وعن الرواية وحواراتها يقول المفكر العراقي الدكتور الحسين شعبان: “إنه حوار الروح الذي أظهر فيه عبد السلام بوطيب شفافية عالية وحساسية إنسانية دفّاقة ولغة سليمة وأسلوب قص مشفوع بحبكة درامية مثيرة، فضلاً عن بوح أكثر انكشافاً ورؤية استشرافية إنسانية، حتى وإن كانت ثمة هنّات أو اختلافات في التوجه والمنطلقات والتفاصيل، لكن الرواية ‘الشجرة الهلامية’ تبقى عملاً مميزاً وفيه حرفيه عالية وخيال خصب ورؤية جمعت القلب والعقل في ‘هارموني’ متسق حتى وإن تباعدا أحياناً، لكن موسيقى الكتابة والصور السينمائية والبصرية التي احتواها جعلت منه عملاً مثيراً وإيحائياً وجديراً بالقراءة”.