الثلاثاء 8 يونيو 2021 – 02:50
لم يشكل وباء كورونا أي خطورة تذكر على الدجاج، إذ ظلت الحياة تواصل دورتها العادية داخل مختلف الأكواخ الصناعية، لكن الشروع في تخفيف الحجر، عبر بيانات حكومية متتالية، زرع الرعب في نفوس الدواجن، إذ تسابقت جحافل بعض المواطنين على حجز قاعات الأفراح والولائم، لتنظيم الأعراس وحفلات الختان؛ وطبعا لن يكون الدجاج مدعوا للرقص، بل لتأثيث الموائد ضمن أطباق مطلوبة أكثر من غيرها.
أغلب الدجاج سيتم “تحميره”، أما الجزء الآخر فسيتم تحويله إلى “حشوة”، ولا سبيل لإنقاذ هذه الحيوانات سوى عودة “الحجر” وإلغاء برامج الاحتفالات؛ فالناس لم يعودوا يخافون من وباء كورونا، بل سيتكدسون داخل قاعات الأفراح، وأسطح المنازل، لتعويض ما فاتهم، على حساب الدجاج.
لقد بلغت درجة الاستهتار بالوباء حدا لا يوصف، ولم يعد أمام الدجاج من منفذ سوى الخروج في مسيرات احتجاجية، تطالب بعودة تدابير الحجر الصحي، والالتزام بالكمامات، لأن الخطر يهدد كل المجهودات التي بذلت، منذ بداية انتشار الجائحة، وصولا إلى هذا اليوم الذي تم فيه تلقيح ملايين المواطنين، فالناس يتهافتون على الشواطئ والمقاهي والمنتزهات ويعقدون اللقاءات العائلية بأعداد غير مسبوقة وباستهتار غير مسبوق.
ما يحز في نفس الدجاج أن بعض المواطنين لا يعيرون أدنى اهتمام للموجة الثانية والثالثة من وباء كورونا، وقليل منهم فقط يخشون التعرض للوباء المتحور؛ فالأزمة إذن ليست أزمة استهلاك فقط، بل إنها أزمة مواطنة، تهدد كل المكتسبات.
لقد “أحيط الدجاج علما” طيلة الأسابيع الأخيرة بقرارات الحكومة المتعلقة بتخفيف “الحجر”، فكانت المناسبة سانحة أمام المضاربين لرفع الأثمان والمتاجرة في “التهافت”؛ حتى إن السعر يواصل الارتفاع دون حدود، وكل طرف يخلي المسؤولية عنه، من أصحاب الأعلاف إلى المنتجين، ولا أحد طبعا يتذكر أولائك المواطنين الذين يلجؤون إلى هذه المادة كملجأ أخير لإطعام أسر مكونة من عدة أطفال وذات دخل محدود.
أثمان الدجاج في ارتفاع، وأثمان الأسماك بلغت أرقاما قياسية، وقريبا سيتسابق الجميع على تحطيم الرقم القياسي لسعر أضاحي العيد إذا لم يتم تشديد المراقبة، والكل سيلصق التهمة بكوفيد 19، والضحية هو المواطن البسيط، الذي يتعرض لـ”الترييش” يوميا في سوق لا يرحم.