ما زال التعثر يعتري إنجاز مشروع بناء مصحة النهار بمدينة مرتيل، الذي لم ير النور بعد رغم إعطاء إشارة البدء في بنائه قبل سنوات؛ وهو ما يفرض على ساكنة المدينة الساحلية الاستمرار في التنقل بين مدينة المضيق وإقليم تطوان من أجل العلاج والظفر بالحق في الصحة.

وتعيش ساكنة مدينة مرتيل، التابعة لعمالة المضيق الفنيدق، معاناة حقيقية بعدما استبشرت خيرا قبل 4 سنوات من الآن بإحداث مستشفى للقرب يقيها عبء التنقل إلى مدن مجاورة، غير أن الوعود التي أطلقت بخصوص الملف لم تفلح سوى في بيع الوهم وزرع غير قليل من السخط والإحباط لدى الساكنة وبناية برزت غير مكتملة.

حسن الفيلالي، فاعل جمعوي، حمّل المسؤولية الكاملة للنقص الحاصل على مستوى العرض الصحي بالمدينة إلى المندوب الإقليمي للصحة والمنتخبين الذي لا يترافعون على هذا الملف، مشيرا إلى أن المنطقة تستقطب مليونا ونصف مليون زائر في موسم الاصطياف، مرجعا الوضعية الحالية إلى عدم اكتراث القائمين على تدبير الشأن المحلي.

وقال الفيلالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “المدينة لا تتوفر سوى على مركزين صحيين حضريين لساكنة تقدر بأكثر من 80 ألف نسمة”، مشيرا إلى إغلاقهما عند حدود الساعة الرابعة، “وهو ما يعني أن المدينة تصبح بدون مرفق صحي بعد هذه الساعة، وخلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وتحدث الفاعل الجمعوي ذاته عن العبء الكبير الذي تتحمله الأسر ليلا من أجل الاستشفاء والتطبيب، قائلا: “إذا مرض لك ولدك ولا طلعتك السخانة أو تجرحتي خصك تمشي لتطوان أو الرينكون”، معتبرا الأمر “عار وحشومة”.

وطالب الفيلالي بالتعجيل في إنجاز مصحة النهار بمدينة مرتيل للتخفيف من معاناة الساكنة والحد من تنقلاتها اليومية، واصفا الطريقة التي تتم بها أشغال البناء بـ”السلحفاتية”، وفق تعبيره.

رضوان الصبان، من أبناء المدينة، قال من جانبه إن “الجائحة أكدت بما لا يدع مجالا للشك الضرورة الملحة لهذه المنشأة الصحية في ظل استقبال مستشفى محمد السادس بالمضيق وسانية الرمل بتطوان لمرضى كورونا”.

وأضاف أن “الساكنة تجد صعوبة في الولوج إلى العلاج، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة”، داعيا إلى “إنصاف المدينة التي تعاني من الإهمال في هذا الجانب المهم، لا سيما أنها وجهة سياحية تستقطب ملايين الزوار سنويا”.

جدير بالذكر أن جريدة هسبريس سبق لها التطرق لهذا الموضوع قبل سنة من الآن، غير أن البناية ما زالت على حالها، الشيء الذي دفع الوزير خالد آيت الطالب ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة إلى زيارة الورش لإعطاء أوامر وتعليمات بالإسراع في إخراج المشروع إلى حيز الوجود.

hespress.com