بعد طول انتظار لإصلاح الشوارع التي يسوء وضعها كلما تجدد الموعد مع الأمطار، اختارت ساكنة عدد من الأحياء بمدينة سيدي سليمان القيام بالمهمة بنفسها.

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت ثلاثة تجمعات سكنية بمدينة سيدي سليمان الغرب مبادرات للساكنة من أجل إصلاح شوارعها بعد التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة مؤخرا.

يتعلق الأمر بحي جليل التازي-الشطر الثاني، وحي جليل التازي-الشطر الثالث، والشارع الرئيسي لـ”المنارة”، في المدينة التي تعد الدراجات الهوائية أشهر وسائل تنقلها.

ووفق المعلومات التي استقتها هسبريس فإن هذه المبادرات قد توالت بعدما بدأت ساكنة أحد هذه الأحياء بجمع التبرعات وإصلاح شوارعها دون انتظار المجلس البلدي أو موافقته.

وكانت أولى المبادرات، حسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، بحي المنارة، في الشارع الرئيسي المؤدي إلى مؤسسة “الحافظ” الخصوصية، بعدما نسق بعض من سكانه لجمع تبرعات، حددت في ثلاثمائة درهم للعائلة، قصد إصلاحه.

وتطوعت ساكنة حي جليل التازي 3 لتطهيره بعد التساقطات الأخيرة وإصلاحه، وذلك بوضع طبقة من الرمل، وفوقها طبقة من الحصى، لتفادي تجمع برك الماء عند تساقط الأمطار.

وعلى النهج نفسه، سار سكان حي جليل التازي 2، الذي عرف مبادرتين متزامنتين من أجل إصلاح شوارعه، قادتا في آخر المطاف إلى جمع تبرعات من بعض القاطنين بالحي.

وبعد أعمال التنظيف، والتسوية بالتربة مع الاستعانة بشاحنة للحفر، من المنتظر أن يستكمل وضع آخر الطبقات في الأيام القليلة القادمة.

وفي تصريحات للساكنة، قال متحدثون إنهم شاركوا في المبادرة في سبيل تطهير حيهم وإصلاحه، وساهمت كل عائلة من أجل ذلك بـ500 درهم، حتى يعيشوا في ظروف سليمة ويتمكن أطفالهم من اللعب في ظروف عادية.

وأثارت متحدثة من الساكنة ما دفع الحي إلى أخذ المبادرة بدل انتظار المنتخَبين، قائلة: “لا يعرفون إلا آرا (أعطِ) عندما يتعلق الأمر بالضوء والماء (…) ولكن عندما يتعلق الأمر بنا فلا أحد يهتم”. وفضل آخرون عدم تقديم أي تصريح اتقاء أي انعكاس سلبي لذلك على مبادرة الساكنة.

تعليقا على أسباب عدم إجراء المجلس البلدي لأي إصلاحات بشوارع المدينة خلال السنوات الخمس الأخيرة، علمت هسبريس أن المجلس، بعد انتخابه، وجد ديونا “بالكاد تمت تسويتها”، إضافة إلى “نصيب هيكلة المدينة التي تأخرت إلى أن وصلت إلى المجلس الراهن”، مما “لَم يبق فائضا لإصلاح الأحياء”.

hespress.com