دون تحقيق إجماع كافة مكونات الحركة الأمازيغية، تواصل جبهة العمل السياسي الأمازيغي تحركاتها للقاء الأحزاب، لكن تصحبها إلى الجلسات انتقادات واسعة ترفض تبضيع القضية وتقديمها كقرابين انتخابية لتنظيمات متفرقة.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، وقع أعضاء الجبهة اتفاقات مع حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، لكن الشكل الذي يقدم به الأمر أثار حفيظة نشطاء، رفضوا أن تقدم الأمازيغية كتيار، فيما هي تعني المغاربة جميعا.
واستعرض الرافضون طريقة اشتغال أسماء حكومية ومعارضة أمازيغية، فضلا عن رؤساء مؤسسات دستورية، وهو ما ينفي المقاربة التي تتناول الملف، من باب أن الأمازيغ لم يمارسوا السياسة يوما، بل حتى الحركة كانت لها تجارب عديدة.
الفاعل الأمازيغي رشيد بوهدوز أوضح أن الادعاء بكون الأمازيغ لم يمارسوا السياسة قبلا أمر مغلوط يحاول أصحابه تصوير الأمازيغ كأقلية معزولة، وينصبون أنفسهم ناطقين ومدافعين عن هذه الأقلية. وهذا تشويه للواقع من أجل مصالح ضيقة.
ويشدد بوهدوز على أنه مؤمن بأن الأمازيغية ملك مشترك لكل المغاربة. وأضاف أن هذا ما أكد عليه الملك محمد السادس أكثر من مرة، كما يثير الانتباه إلى أن كل أمناء الأحزاب والمسؤولين الكبار والبرلمانيين أمازيغ، وأن الحركة الأمازيغية لم تخض أبدا معارك عرقية تفصل بين المغاربة، بل معركتها فكرية تساهم بنشر الوعي لدى المغاربة بخصوص هويتهم.
وأضاف المتحدث ذاته أن الجبهة تتسول مناصب ريعية باستغلالها القضية الأمازيغية، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرفوض بالجملة، وأوضح أن الأمازيغ لم يكونوا ممنوعين من الفعل السياسي ليلجوه عبر صفقات مشبوهة.
وتابع بوهدوز: “هذه الممارسات تقدم المغرب كبلد فصل عنصري، ومعطى كهذا بعيد عن الحقيقة. فرئيس الحكومة الحالي أمازيغي، وأول تصريح قدمه بعد تنصيبه كان باللغة الأمازيغية، ونفس الأمر بالنسبة إلى المنافس السابق على رئاسة الحكومة (إلياس العماري)، وهذا يبرهن على زيف ادعاء الجبهة”، بتعبيره.