الاثنين 17 غشت 2020 – 09:25
يشكي مواطنون مما يسمونه “هجمات الرعاة الرحل على الأراضي الجبلية لجهة سوس رغم تداعيات تفشي الجائحة”؛ معتبرين أنه “بعد هدنة مؤقتة أملتها حالة الطوارئ الصحية، عادت أجواء الاحتقان لتُخيّم على المنطقة مجددا، الأمر الذي قد ينذر باندلاع مواجهات محلية بين الأهالي والرحل”.
وسجلت مصادر محلية عودة الرعاة الرحل إلى منطقة “إدوسكا” بضواحي تارودانت، حيث “أقدموا على رعي قطعان الماشية وسط الأراضي الفلاحية، ما أسفر عن تخريب المحاصيل، وهو ما كاد يتسبب في نشوب مواجهة جديدة بين الأطراف المتنازعة لولا تدخل السلطات المحلية”.
وأفادت تصريحات السكان بأن “السلطة المحلية عمدت إلى تطويق غضب السكان من خلال القبض على الراعي الذي اعتدى على ممتلكاتهم، وتسجيل مختلف بياناته الشخصية، مع استقاء شهادات وأقوال الناس بشأن الواقعة التي أثارت استياءً محليا في سوس”.
ورغم ذلك، عمد سكان دواوير “أومسليتن” بتارودانت إلى عقد لقاء محلي مشترك، قصد تدارس سبل التصدي لـ”الهجمات المتكررة للرعاة الرحل منذ سنوات”، حيث تشتكي تلك القرى من الخصاص المائي الحاد في ظل استغلال هؤلاء لآبار الشرب التي يملكها السكان.
وفي هذا الصدد قال عادل أداسكو، ناشط أمازيغي، إن “السكان تفاجؤوا بعودة الرعاة الرحل الصحراويين إلى التوافد على منطقة إدوسكا الكائنة بجماعة تومليلين، واعتدائهم على أملاك الساكنة، ونشر مواشيهم وسط الدواوير وبين أشجار اللوز والصبار، ما دفع الساكنة المحلية إلى المطالبة من جديد بالتصدي لهجماتهم”.
وأضاف أداسكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الواقعة دفعت الفاعلين الجمعويين بالمنطقة إلى التدخل حتى لا تتحول الأمور الى مواجهات جديدة، حيث قمنا باستدعاء السلطة التي حضرت إلى عين المكان من رجال الدرك والقوات المساعدة وشيخ القبيلة والمقدم”.
وأوضح الفاعل عينه أن “السلطة المحلية عاينت اعتداءات مواشي الرعاة الرحل على أشجار اللوز بالأراضي التابعة لساكنة بلدة أزغار أمسليتين، وقامت بتصوير كل المخلفات والأماكن المتضررة، كما استقت شهادات وأقوال ساكنة البلدة، وحرّرت محضراً ضد الراعي الذي حاول الهروب، لكن مصالح الدرك تمكنت من إلقاء القبض عليه وتسجيل جميع المعلومات المتعلقة به”.
وتابع أداسكو شارحاً: “تعود هجمات الرعاة الرحل على ساكنة المنطقة التي تعرف جفافا حاداً ونقصا مهولا في مياه الشرب، ما يجعلها تعيش غليانًا محليا، خاصة في ظل وجود العائلات القادمة من المدن لقضاء عطلة عيد الأضحى”.