تعود الإنتاجات الرمضانية إلى أخذ مساحتها ضمن البرمجة الموسمية للإعلام العمومي، لكن هذه المرة بمنافسة مضامين رقمية تبثها قنوات وجرائد على منصات مختلفة على الويب.

وأمام التراجع الكبير الذي يطبع علاقة المغاربة بقنوات التلفزيون بشكل عام، وتمدد اعتماد الأنترنت وسيلة أساسية للمشاهدة، تتقلص رقعة المتابعة في أوساط الشباب بشكل كبير.

وتواجه إنتاجات القنوات العمومية اتهامات “وفرة الإنتاج، الاحتكار، والقيمة الفنية”، وهي جملة من الانتقادات الموجهة إلى القائمين على القطاع، ليتكرس الشك بين المشاهدين والتلفزيون المغربي.

ولا تقتصر المنافسة بين المضامين الرقمية والتلفزية فقط، بل تدخل كذلك المنصات العالمية على الخط، خصوصا التي تبث مسلسلات وأفلاما من المستوى العالي.

وعادة ما يسود الارتباك في علاقة المشاهدين بالمضامين الرمضانية، حيث تنتشر مطالب التجويد وأسئلة الإبداع مع بداية الشهر، لتصبح معطى قارا في تعقيبات المغاربة على البرامج.

محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، قال إن “العلاقة بين القنوات التلفزية والمشاهد المغربي سؤال كبير”، مشيرا إلى أن الكثير من المعطيات تتجاذب نسب المشاهدة وجودة المضامين.

وأضاف العوني، في تصريح لهسبريس، أن “أول ملاحظة يمكن تسجيلها على مختلف وسائل الإعلام، هي تكثيف الإنتاجات الدرامية خلال شهر واحد، في حين تشهد باقي الأشهر فقرا حادا”.

وأوضح المتحدث أن “مختلف الفعاليات نبهت إلى هذا الأمر، لكن المستشهرين يفرضون هذا المعطى على القنوات”. وفي ما يخص المضامين، أبدى العوني تريثا في الحكم إلى غاية نهاية الشهر.

وأشار الفاعل الإعلامي ذاته إلى أن “الإنتاجات المغربية تضم عادة نوعا من الفكاهة المفتعلة المريضة، كما يلاحظ تكرار الأوجه نفسها، فضلا عن غياب القواعد المهنية عن بعض الأعمال”.

واستدرك العوني بأنه “رغم ذلك، لا يمكن التعميم، حيث توفر البرامج بعضا من المضامين المحترمة”، داعيا إلى العمل بشكل أساسي على محاربة النمطية والتكرار.

hespress.com