عن منشورات دار أبي رقراق بالرباط، صدر حديثا تحقيق لرسالة تعود إلى القرن السابع عشر، تؤرّخ لكيفية حجّ المغاربة، وما تمر به الرحلة من محطّات، وما يرافق ذلك من تدابير استعدادا واحترازا.
صدر هذا المؤلف الجديد بعنوان: “التعريف والإيجاز ببعض ما تدعو الضرورة إليه في طريق الحجاز”.
وفي ظهر غلاف هذا المنشور، كتب حسن حافظي علوي، دارس المخطوط ومحقّقه: “هذا الكتاب ليس رحلة بالمعنى الصحيح للكلمة، بل رسالة مطولة كتبها أبو سالم العياشي لتلميذه أبي العباس أحمد المكيلدي، يطلعه فيها على كل ما يحتاج إليه في الطريق إلى الحجاز”.
وترد في هذه الرسالة، وفق المصدر نفسه، مراحل الرحلة، ومصادر المياه، من ينابيع وآبار وأنهار، وأنواع السلع الرائجة في مختلف الأسواق، وأماكن التزود بالميرة والعلف، وأماكن بيع الدواب المنهكة بطول السفر وشراء أخرى بديلة.
كما يحثّ الشيخُ تلميذَه على “ارتياد الأضرحة والمزارات للتبرك، ولقاء المشايخ للاستزادة في العلم”، و”قراءة بعض الأوراد والأدعية والتعويذات طلبا للتّحصين والحماية والسلامة في النفس والمال”، مع تحذيره “من السرقة والحرابة، ومن المشاكل الأمنية التي يعانيها الحجاج، والخلافات التي قد تقع في ما بينهم أثناء الرحلة”.
وتكمن أهمية هذا الكتاب، حَسَبَ المصدر ذاته، في “تشديده على النشاط التجاري الذي كان يمارسه الحجاج لتمويل رحلتهم إلى الديار المقدسة، والإجراءات التي كانوا يتخذونها لمواجهة مختلف الأخطار الطبيعية والبشرية”.
وهي المعلومات التي حقّقت ودُرست لكونها “وثيقة تاريخية فريدة، تسلط مزيدا من الضوء على التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لمختلف المدن التي كان يمر منها ركب الحاج المغربي، في القرن الحادي عشر للهجرة، أي القرن السابع عشر للميلاد”.