الثلاثاء 28 يوليوز 2020 – 09:29
هل يطيح تدبير جائحة كورونا في جهة الشمال بمسؤولين جهويين وإقليميين؟ هذا السؤال وغيره حضر بقوة غداة تسجيل عمالة طنجة أصيلة لمئات الإصابات اليومية بـ”كوفيد 19″؛ وهو ما دفع بالعديد من الفاعلين إلى التساؤل عن ما يحدث بالضبط بالمدينة المليونية.
تخبط وتسيير عن بُعد
وديع الشحواطي، نائب الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قال لهسبريس إن الوضعية الوبائية بمدينة طنجة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمور ليست على ما يرام وتتحول من سيء إلى أسوأ، والتأكد يأتي من ارتفاع معدل الإماتة والإصابة بنسب لافتة للأنظار على المستوى الوطني.
وأشار الفاعل النقابي عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى الأخطاء التي ارتكبت من طرف المسؤولين الإقليميين والجهويين وحالة التخبط والارتجالية التي عرفها اختيار المسالك والمصالح الخاصة بالعزل والتكفل وكذا أخذ العينات منذ بداية الجائحة.
وأضاف المتحدث ذاته أن مستشفى محمد السادس للقرب تم تحمليه أكثر من طاقته عقب انفجار بؤرة طبية بمستشفى محمد الخامس بالمدينة ذاتها، على اعتبار الأول مستشفى محلي ومحدود لوجستيكيا وبشريا، مشيرا إلى غياب المديرة الجهوية للصحة عن الميدان، إذ لم تطأ قدمها مستشفيات عاصمة البوغاز طيلة 4 أشهر، دون إغفال غياب التنسيق بين الأقاليم وإرسال مصابي طنجة إلى تطوان تارة واستقبال مرضى تطوان بطنجة، وهو ما وصفه بـ”العشوائية”.
ضعف التنسيق والتفاعل
واستنكر الشحواطي ضعف التواصل من طرف المسؤولة الجهوية، إذ لم تكلف نفسها عناء زيارة أو الاتصال بالأطر الطبية والتمريضية التي أصيبت بالفيروس خلال أدائهم لواجبهم المهني. كما أنها لم تحسن تدبير الموارد البشرية ولم تستغل صلاحياتها لتحريك الأطر وتعزيز الموارد البشرية لدواعي المصلحة من الأقاليم المجاورة.
وأكد النقابي عينه أنه لم يكن هناك استعداد لفترة ما بعد تخفيف الحجر واستئناف العمل شبه العادي بالمراكز الاستشفائية، ولم يدخل هذا السيناريو ضمن إستراتيجية ومخططات المسؤولين؛ وهو ما يؤكده غياب تفعيل مبدأ التناوب بين الأطر لتفادي الإنهاك والإجهاد وضخ دماء جديدة في شرايين هذه المصالح المكلفة بمواجهة الوباء بصدور عارية، في إشارة إلى نقص معدات الوقاية من كمامات ومعقمات وغير ذلك.
وقال الفاعل النقابي نفسه إن مستشفيات طنجة مملوءة عن آخرها بمرضى كورونا، في وقت تم إغراق مراكز ومصالح العزل بأطر متعاقدة من مساعدي العلاجات، وهي فئة نكن لها كل الاحترام؛ غير أن الضرورة تقتضي ممرضين متخصصين في التخدير والإنعاش والعناية المركزة وكذا متعددي التخصصات وأطباء اختصاصيين.
واستنكر الشحواطي تغييب الفرقاء النقابيين والاجتماعيين وتعنت المديرة الجهوية للصحة ونهجها لسياسة النعامة والهروب إلى الأمام، مستحضرا التحفيز المالي الذي خصص لأطر بعض القطاعات الوزارية في الوقت الذي غاب الشكر والتقدير عن جنود الصف الأول بوزارة الصحة، “حتى شكرا مكاينش اللي يقولها لك”، يختم نائب الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة.
المديرة الجهوية توضح
من جانبها، عزت الدكتورة وفاء اجناو، المديرة الجهوية للصحة بطنجة تطوان الحسيمة، ارتفاع عدد الإصابات بكورونا إلى تتبع مسار المخالطين وتوسيع دائرة الاختبارات الخاصة بـ”كوفيد 19″ على مستوى ثلاثة مختبرات تم تخصيصها لهذا الغرض، معتبرة ذلك موجة عالمية وطنجة ليست استثناء، مشيرة إلى عودة موجة ثانية وبحدة أكثر بدول أجنبية كانت قد أعلنت سيطرتها على الوباء.
وأكدت المديرة الجهوية للصحة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن تدبير الجائحة يسهر عليه فريق متكامل يضم متدخلين متعددين؛ على رأسهم السلطات الولائية والمحلية والأمنية، إلى جانب أطباء ومسؤولي المديرية الجهوية للصحة والقطاع الخاص والطب العسكري وغيرهم..، تجمعهم اجتماعات وتقارير للتتبع اليومي، والتقييم الدوري لتطورات الوضعية الوبائية والخروج بخلاصات بهدف تعزيز الإجراءات المتخذة للحد من انتشار هذا الوباء.
واستحضرت المتحدثة ذاتها تعزيز العرض الصحي مؤخرا بشريا ولوجستيكيا من خلال تعزيز الأطقم البشرية والتجهيزات البيوطبية وتجهيز قاعات للإنعاش بمصحة الضمان الاجتماعي، ونوهت بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الأطر الطبية والتمريضية منذ بداية الجائحة.
واعتبرت الدكتورة وفاء اجناو ارتداء الكمامات الواقية وغسل الأيدي بصفة دورية علاوة على التباعد الجسدي الحلول الوحيدة للحد من تفشي وانتقال العدوى، داعية عموم المواطنين إلى ضرورة التقيد بنصائح وتدابير الوقاية حفاظا على سلامتهم؛ وهو ما يعززه قرار منع التنقل بين المدن والأقاليم الذي سيساهم في تقييد حركة المواطنين، تقول المسؤولة الجهوية لوزارة الصحة بطنجة تطوان الحسيمة.