تحتضن المحبس إحدى أهم المناورات العسكرية الميدانية المندرجة في إطار التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة، حيث تعرف المنطقة إنزالا حربيا ضخما للقوات المسلحة الملكية، بمعية نظيرتها الأمريكية، يتضمن إجراء وتنفيذ العديد من الأنشطة العسكرية الواقعية داخل بيئة حرب حقيقية.

ويوضح مصدر عسكري، في إفادة خاصة لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن المناورات الميدانية بمنطقة المحبس تمتد لـ36 ساعة، تتوزع على ثلاثة أيام، حيث ابتدأت أمس الأربعاء، في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء، بتنظيم إنزال جوي للقوات المظلية المغربية والأمريكية.

فيما يرتقب أن تتواصل الأنشطة العسكرية الاستثنائية، اليوم الخميس، بإجراء مناورات برية وجوية جديدة، تستعمل فيها آليات حربية مهمة؛ بينها راجمات الصواريخ، بالإضافة إلى توظيف الذخيرة الحية خلال التمرين الميداني.

تأسيسا على ذلك، تفيد معطيات هسبريس بأن المناورات العسكرية بالصحراء المغربية ستتواصل إلى حدود يوم الجمعة، بحضور عدد هائل من الجنود المغاربة والأمريكيين المشاركين في تمارين حربية تستهدف أهدافا حقيقية، على أساس أن أنشطة “الأسد الإفريقي” تجرى بمناطق مختلفة من المملكة في آن موحد.

وقبل الانتقال إلى “قطاع المحبس” لتجسيد المناورات العسكرية المشتركة، حلّ الجنرال كريستوفر كافولي، القائد العام للجيش الأمريكي بأوروبا وإفريقيا، بالقاعدة الملحقة في مدينة إنزكان، حيث كان في استقباله الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية.

وتهدف مناورات “الأسد الإفريقي”، وفق إيضاحات القوات المسلحة الملكية، إلى تنسيق العمليات العسكرية قصد الاستجابة للمتطلبات الجديدة للاشتباكات المسلحة المشتركة، تأكيدا لما يسمى “التشغيل البيني” بين الجيوش، من خلال تدعيم التعاون التقني واللوجستيكي والعملياتي بين القوات المشاركة في الحدث البارز.

ويصنّف تمرين “الأسد الإفريقي” ضمن أهم التدريبات المشتركة في العالم، إذ يسعى إلى تحقيق مجموعة من الغايات؛ أبرزها تعزيز قدرات المناورة للوحدات المشاركة، وتعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في إطار التحالف، وإتقان التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وتطوير مهارات الدفاع السيبراني.

كما ترمي المناورات إلى تدريب المكون الجوي على إجراء العمليات القتالية والدعم والتزويد بالوقود جوا، وتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وإجراء التدريبات البحرية في مجال التكتيكات البحرية والحرب التقليدية، وأخيرا القيام بأنشطة إنسانية.

ويعد تمرين “الأسد الإفريقي 2021″، كتمرين مشترك متعدد الجنسيات، أحد التدريبات الرئيسية والكبرى التي تنظمها وتديرها القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) بشراكة مع القوات المسلحة الملكية؛ بهدف تعزيز مستوى التعاون والتدريب، وزيادة قابلية التشغيل البيني، وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين المكونات العسكرية المختلفة من أجل تمكينها من تحقيق قدرتها التشغيلية الكاملة.

hespress.com