على غرار السنوات الماضية، انبرى عدد من السلفيين لتحريم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، ومنهم من أبدى رفضه لترسيم هذه المناسبة عيدا وطنيا كما تطالب بذلك مكونات الحركة الأمازيغية.

ففي “تدوينة” على صفحته بمنصة “فيسبوك”، أوضح حسن الكتاني، أحد السلفيين الرافضين للإقرار الرسمي بالتقويم الأمازيغي، أن “جعل ما يسمى بالسنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا أمر مرفوض وتقسيم لشعب واحد إلى شعوب متناحرة متباغضة بعدما وحدها الإسلام تحت رايته”.

موقف الكتاني، وغيره من السلفيين الرافضين للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، قُوبل بانتقادات واسعة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بينما عزا أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، موقف السلفيين إلى كون ثقافتهم “لا تقوم على مبدأ الارتباط بالأرض”.

ويرى عصيد، في تصريح لهسبريس، أن “السلفيين غير مرتبطين بالأرض، بل يرتبطون بالأمة الإسلامية، التي ليست لها أرض محددة، بل هي في نظرهم كل مكان يتم غزوه لنشر الدين الإسلامي”.

وعدّد عصيد مجموعة من الأسباب التي تجعل الإسلاميين يرفضون الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، موضحا أن “الاحتفال برأس هذه السنة مناسبة احتفالية فيها بهجة وفرح، وهم أعداء للفرح، ويعتبرون أن كل من يفرح ويحتفل ليست له مشاعر دينية”.

وذهب رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات إلى القول إن السلفيين المعارضين للاحتفال برأس السنة الأمازيغية “مهاجرون ذهنيا باستمرار، ويعيشون في كتب التراث القديم، وليس لهم وطن”.

وأضاف أن السلفيين “يكنون عداء للغة الأمازيغية لأنهم يعتقدون بأن اللغة العربية مقدسة، وأن الاهتمام بلغة أخرى غيرها كمؤامرة ضد دينهم، إضافة إلى جهلهم بتاريخ المغرب وحضارته، لأنهم مرتبطون بالشرق، لذلك يرفضون كل ما لا يمت إلى مرجعيتهم”.

وبخصوص عدم إقرار الدولة للسنة الأمازيغية عطلة رسمية لحد الآن، قال عصيد: “هذا نوع من العناد غير المبرر، لأن جميع العوامل المساعدة على ترسيم هذه المناسبة متوفرة، فهناك الدستور، والقانون التنظيمي، ثم الترسيم الفعلي الذي حدث في الجزائر، وهذا عامل مهم، ثم الزخم الشعبي الداعي إلى ترسيم هذه المناسبة”.

واعتبر الناشط الأمازيغي ذاته أن مطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها ينبغي أن يفعّل، لأننا أمام مناسبة يُحتفل بها على امتداد التراب الوطني، وهذه العوامل كلها تجعل الإقرار برأس السنة الأمازيغية ضروريا، وإذا لم يحدث الاعتراف، فهذا معناه أن هناك عنادا من السلطة، وهذا غير مقبول، يضيف عصيد.

hespress.com