مستجدات إستراتيجية طفت على سطح النقاش الدولي بشأن التزود بشحنات اللقاح من طرف شركات الأدوية، ما سيرخي بظلاله أيضا على واقع الحملة الوطنية للتطعيم التي تشهد نجاحا لافتا خلال الأسابيع الماضية، بعد تمكّن وزارة الصحة من تلقيح قرابة 4 ملايين شخص.
وتنهج شركة “سينوفارم” الصينية سياسة “تقطير” اللقاح على البلدان التي وقعت معها اتفاقيات شراكة، إذ تكتفي بإرسال نصف مليون حقنة فقط في كل شحنة إلى تلك الفواعل الدولية، وضمنها المغرب، نظرا لمحدودية الإنتاج في الظرفية الراهنة من جهة، وسعي الصين إلى الحفاظ على مستوى متوازن من العلاقات السياسية من جهة ثانية.
وفيما توقفت شركة “أسترازينيكا” عن تصدير اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” المستجد بشكل مؤقت إلى حين تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق الهندية الداخلية، ستشرع بعدها في بعث الشحنات المتفق بشأنها مع مختلف البلدان الأوروبية والإفريقية والآسيوية.
الواقع الجديد لتوزيع اللقاحات يطرح تحديات كبيرة على المملكة المغربية، بغرض إبقاء وتيرة اللقاح على ما هي عليه في الوقت الراهن، وتفادي أي انقطاع محتمل قد يؤثر على بلوغ المناعة الجماعية المنشودة، ما يتطلب، حسب إفادات الخبراء، تنويع مصادر اللقاحات في المستقبل القريب.
وبالنسبة إلى إحسان المسكيني، الباحث في الكيمياء الحيوية، فإن “عملية التلقيح تحقق الأهداف المبتغاة منها بالمغرب، نظرا إلى بلوغ نسبة 10 بالمائة من المناعة الجماعية، خاصة أن السلطات الصحية نجحت في تلقيح أغلب الفئات الهشة التي تعاني من الأمراض المزمنة”.
وأبرز المسكيني، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “فئة الشباب النشيطة راكمت مناعة ذاتية إزاء الفيروس، لكن ينبغي التفكير في التحدي المطروح بخصوص جلب لقاحات جديدة، لاسيما في ظل محدودية تصنيع اللقاحات من لدن شركات الأدوية”.
وأوضح الباحث في علم الفيروسات أن “المغرب تربطه اتفاقيات شراكة ثابتة مع مجموعة من المختبرات، غير أنه قد يقع تأخير في ما يتعلق بإرسال شحنات اللقاح المبرمجة خلال وقت سابق، وهو المعطى الذي لم تتضح معالمه بعد في ظل التسابق الدولي للحصول على اللقاحات”.
ومع ذلك فإن المصالح الدبلوماسية المغربية مطالبة بالبحث عن شركات أخرى لتنويع مصادر اللقاحات، وفق المتحدث، الذي قال إن “الشحنات المستقبلية قد تتأخر لأسبوع أو أسبوعين”، ثم أضاف أن “الأهم هو تلقيح الشرائح الطاعنة في السن”.