في سابقة من نوعها اختار وزير ألماني تحذير الاتحاد الأوروبي مما أسماه “ابتزاز” المغرب في قضايا الهجرة. وقد جاء هذا التحذير في إحدى أبرز الصحف الإسبانية.

وقال مايكل روث، وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية، إن “الاتحاد الأوروبي يجب عليه ألا يسمح للمغرب بابتزازه”. وأضاف، في حوار مع صحيفة “إل باييس” الإسبانية، أن “الاتحاد الأوروبي يساعد بلدانا مثل المغرب على منح الشباب وجهة نظر وخلق فرص عمل. لكن لدي انطباع بأن الشباب الذين ليست لديهم آفاق يصبحون ورقة مساومة سياسية للحكام، وهذا مثير للسخرية”.

وفي هذا الإطار، قال محمد بودن، الأكاديمي والمحلل السياسي، إن “منطق إلقاء اللوم على المغرب، وتحريف النقاش الحقيقي بينه وبين ألمانيا وإسبانيا قد يضع مصداقية الشركاء في دائرة الجدل”.

وتابع بودن قائلا: “مهما كان التحالف مهما بالنسبة للمغرب، فقضاياه الاستراتيجية فوق أي مسألة أخرى، ولذلك لا يوجد ضغط يمكنه أن يقنع المغرب أو يدفعه إلى ترضية أي طرف على حساب حقوقه السيادية أو مصالحه الاستراتيجية”.

وأضاف بودن، في تصريح لهسبريس، “في تقديري، إذا كانت لدى ألمانيا وإسبانيا مصلحة في المغرب، أو كانت مصالحهما تتماشى معه، فينبغي أن يتم ذلك على أسس الحوار والمنفعة المتبادلة وليس الضغط الذي يقلص المساحات الضرورية لاستمرار العلاقات”.

وأردف “أتصور أن أوراق الضغط متبادلة، والبلدان معا يحتاجان إلى الدور المغربي على المستويين الأمني والاقتصادي، ولا يمكنهما فرض سياستهما في الهجرة على المغرب. كما أعتقد أن المغرب يطلب العمل معه كشريك في معالجة أسباب الهجرة لأنه ليس ذرعا ولا حارسا لأحد”.

وحسب بودن، “ثمة إدراك للطموح الإقليمي للمغرب وواقعيته لما يتعلق الأمر بالدفاع عن القضايا الاستراتيجية. ولذلك يبقى سيناريو إعادة تقييم ألمانيا وإسبانيا لموقفهما تجاه المغرب ممكنا من أجل تجنب تدهور الوضع في العلاقات. وأتصور أن هاتين الدولتين بإمكانهما العدول عن القيام بأعمال وتصرفات أحادية وتصعيد الخطاب ضد المغرب”.

وأكد المحلل السياسي ذاته أن المغرب يناقش البلدين كل على حدة، “رغم لجوء الإعلام الإسباني إلى إعطاء الانطباع بوجود وحدة الموضوع في علاقة المغرب بألمانيا وإسبانيا”، مشيرا إلى أن “المغرب قام بشرح موقفه للاتحاد الأوروبي، وحدد بوضوح في علاقته مع إسبانيا سبب الأزمة، وقام بنداء عاجل لشركائه من أجل تصحيح الأفعال الخاطئة، وكان مقتنعا بحصول الاستجابة، لكن حتى الآن أصيب بخيبة أمل في شريكيه”.

hespress.com