يرى الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء “ليس وليد الصدفة أو المزاجية، لأن المغرب هو البلد الوحيد في إفريقيا الذي تربطه اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما أنه البلد الإفريقي الوحيد الذي تجري معه تدريبات عسكرية سنوية، بالإضافة إلى كونه من بين 3 بلدان إفريقية تحظى بصفة أكبر حليف خارج حلف الناتو”.

وفي مقال له يخاطب فيه القيادة الجزائرية، يضيف الكاتب أن دعم أمريكا للموقف المغربي “ينسجم مع العديد من الجهات الدولية والإقليمية، التي رأت في مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب منذ 2007، حلا جريئا وواقعيا لنزع فتيل الأزمة”.

ثم وجه كلامه للجزائريين، يتساءل الدكالي، “أليس فيكم حكيم ليخبركم أن دعم أمريكا للموقف المغربي سيمكنها من الحصول على موطئ قدم جنوب المغرب، سيساعدها على تعزيز تواجدها في إفريقيا جنوب الصحراء، وتعزيز حظوظها في تقوية نفوذها السياسي والاقتصادي في إفريقيا، في وقت أصبحت هذه الأخيرة مسرحا لتنافس قوى عظمى وإقليمية!؟”.

وهذا نص المقال كاملا:

الحملة الإعلامية الكاذبة، والتي ما فتئت تروج لها الجزائر، وصنيعتها البوليساريو، تظهر مدى الإحباط النفسي الكبير لدى جنرالات الجزائر بعد أن حقق المغرب نجاحات دبلوماسية متوالية، حيث تحاول الآلة الدعائية للجزائر عبثا وبدون جدوى إظهار المنطقة وكأنها تعيش حالة حرب، عبر ترويج أخبار زائفة حول اشتباكات وهمية، والغرض من هذا التصعيد الإعلامي الكاذب، محاولة الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، وعرقلة انطلاق مشاريع استثمارية بأقاليمنا الجنوبية، بعدما باشرت دول عديدة ربط اتصالاتها مع المغرب من أجل إطلاق مشاريع كبرى، ضمنها معبر الكركرات الذي سيتم تأهيله ليصبح محطة ربط حقيقية بين المغرب وعمقه الإفريقي. كما أن ما تروجه الآلة الدعائية للجزائر لا يعدو أن يكون للاستهلاك الداخلي، حيث تراجع اقتصادها بشكل كبير، وتعاني من عجز على مستوى الموازنة.

هذا الركود الاقتصادي نتجت عنه أزمة في السكن والبطالة وغلاء الأسعار، حيث تجاوز ثمن السردين مثلا عتبة ألف دينار، كما أن الطوابير الطويلة والتي نجدها كل صباح من أجل نصف لتر من الحليب، لخير دليل على مدى تعاسة الشعب الجزائري الشقيق.

وفي الوقت الذي كان على حكام الجزائر أن يحتكموا إلى صوت العقل ومحاولة إنقاذ بلادهم من الانهيار الاقتصادي الشامل والذي تفاقم جراء مخططاتهم الانتحارية الفاشلة، مع العلم أن نضوب آبار النفط باتت مسألة وقت قريب؛ نجد أن رئيس الأركان للجيش الجزائري يقول: “المؤسسة العسكرية ستواصل تعزيز قدراتها وتأمين متطلباتها لدحر المخططات المعادية”.

إن المخطط الذي يعادي الجزائر الشقيقة، هو ارتهان حكامها الجيوسياسية ميتافيزيقية تنهل من قاموس الحرب الباردة، وترسيخ العداء للمغرب كعقيدة، حيث أصبح يلقن ذلك للأجيال الصاعدة منذ الطور الأول إلى غاية التعليم الجامعي رغم رابطة الدم واللغة والدين التي تجمعنا! وعدم البحث عن حلول عقلانية وواقعية لجحافل العاطلين، والاستهانة بالحركات الاحتجاجية التي بدأ وميضها في الاشتعال، ولمطالب الشعب الجزائري الشقيق في الحق للعيش بكرامة في إطار حكم مدني ديمقراطي ينتصر للمغرب العربي الكبير والذي حتما سيجمعنا ولو طال السفر.

إن اختلاق بيان عسكري كاذب لن يوقف مسيرة المغرب التنموية، واستثمارات الدول الشقيقة والصديقة بأقاليمنا الجنوبية، والإعلان عن إطلاق صواريخ وهمية، سيجعلكم محل سخرية وتنكيت من طرف وسائل الإعلام الدولية، وكل أطياف المجتمع الدولي.

رجاء.. رجاء.. باسم الذي يجمع بيننا دعوني أقول لكم: أليس فيكم رجل حكيم!؟.

أليس فيكم من يوقظكم من هلوساتكم وأحلامكم العنترية، ليؤكد لكم أن ملايير الدولارات التي هدرت على شراء سلاح الخردة، وعلى جماعات الضغط، لن تصلوا بها إلى مسعاكم. وأن قرارات الدول تستند على دراسات واستشرافات واستراتيجيات. وأن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء ليس وليد الصدفة أو المزاجية، لأن المغرب هو البلد الوحيد في إفريقيا الذي تربطه اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه البلد الإفريقي الوحيد الذي تجري معه تدريبات عسكرية سنوية، بالإضافة إلى كونه من بين 3 بلدان إفريقية تحظى بصفة أكبر حليف خارج حلف الناتو.

ومن جهة أخرى دعم أمريكا للموقف المغربي ينسجم مع العديد من الجهات الدولية والإقليمية التي رأت في مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ 2007 حلا جريئا وواقعيا لنزع فتيل الأزمة.

أليس فيكم حكيم ليخبركم أن دعم أمريكا للموقف المغربي سيمكنها من الحصول على موطئ قدم جنوب المغرب، سيساعدها على تعزيز تواجدها في أفريقيا جنوب الصحراء، وتعزيز حظوظها في تقوية نفوذها السياسي والاقتصادي في إفريقيا، في وقت أصبحت هذه الأخيرة مسرحا لتنافس قوى عظمى وإقليمية!؟.

أليس فيكم رجل حكيم ليذكركم أن المغرب الدولة الأمة التي لها تاريخ يمتد لأزيد من خمسة عشر قرنا، تخرج دائما منتصرة من مكائد الخصوم والحاسدين. راجعوا التاريخ، شريطة أن يقرأه لكم رجل حكيم.

hespress.com