اقترحت المملكة المغربية بشكل رسمي على الولايات المتحدة الأمريكية تطوير التعاون العسكري بين البلدين ليشمل إنجاز مشاريع مشتركة في مجال الصناعات الدفاعية بالمغرب.

جاء ذلك خلال انعقاد الدورة الـ 11 للجنة الاستشارية للدفاع المغربية الأمريكية يوم الثلاثاء بالرباط، بحضور الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، ونائب وزير الدفاع الأمريكي المكلف بالشؤون السياسية أنتوني تاتا، الذي يقوم بزيارة عمل من ثلاثة أيام إلى المملكة على رأس وفد عسكري هام.

وعبرت المملكة المغربية، خلال هذا اللقاء، عن رغبتها في تطوير علاقات التعاون العسكري الاستثنائية مع أمريكا لتشمل الصناعات الحربية بالمغرب والتعاون على الصعيد الإفريقي في هذا المجال، وهو ما سيمكن من نقل الخبرات والتكنولوجيا الأمريكية الرائدة إلى المملكة.

ووقع الجنرال دو كور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية عبد الفتاح الوراق، ونائب وزير الدفاع الأمريكي، خطة العمل الثنائية لتنزيل خارطة طريق الاتفاق العسكري الذي يمتد من 2020 إلى 2030، والذي كان قد تم الكشف عنه في أكتوبر الماضي.

ويرى عبد الحميد حارفي، مهتم بالشؤون العسكرية، أن الهدف من التعاون في مجال الصناعات الحربية بين الرباط وواشنطن هو تطوير طائرات “إف 16” في المغرب.

وكان المغرب أبرم صفقة ضخمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حصل بموجبها على 25 طائرة حربية من طراز “إف 16″، وتطوير 23 طائرة مغربية تنتمي إلى الطراز نفسه لترتقي إلى المقاتلة متعددة المهام “F-16V”.

وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية، في تصريح لهسبريس، أنه في حالة موافقة الإدارة الأمريكية على المقترح المغربي، فسيتم تحويل التكنولوجيا الأمريكية في مجال الصناعات الدفاعية إلى المغرب، مشيرا إلى أن المخطط يهدف إلى حضور كفاءات مغربية عملية تطوير مقاتلات “إف 16” بأمريكا وبعدها نقل التجربة ذاتها إلى الصناعة المحلية بالمغرب.

وأردف الخبير ذاته أن هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها المغرب عالم الصناعات العسكرية، مشيرا إلى أن للمملكة تجارب في هذا المجال في إطار التعاون الدولي مع فرنسا وبلجيكا وإسرائيل.

ونظرا للتكلفة المالية العالية جدا للصناعات العسكرية، فإن المغرب لم يركز عليها في السنوات الماضية، يورد المتحدث، مبرزا أن المغرب اختار في البداية الاهتمام بتجهيز البنية التحتية الصناعية في إطار مخطط الإقلاع الصناعي، وهو ما نراه اليوم في مصانع السيارات والطائرات المدنية.

وشدد المصدر ذاته على أن “المغرب بات اليوم على قائمة المصدرين العشرين الأكبر في العالم للسيارات، بالإضافة إلى الشروع في تصنيع محرك سيارة بخبرة مغربية محلية مائة في المائة، ما يوفر أرضية مواتية للدخول في الصناعات الحربية”.

وأوضح حارفي أن المغرب منذ بداية الألفية الثالثة انخرط في البحث العلمي العسكري لتطوير أسلحة حربية محلية ترتكز أساسا على تطوير العتاد؛ إذ تم بالفعل تطوير طائرات “إف 5” بشراكة مع شركات إسرائيلية في مكناس، ثم تطوير طائرات “ميراج 1” محليا كذلك بشراكة مع فرنسا وبلجيكا.

وبذلك، فقد راكم المغرب خبرة كبيرة جدا في مجال تطوير وتحديث العتاد العسكري على المستوى المحلي، بحسب المتحدث ذاته، الذي أشار إلى أن تكلفة تطوير العتاد العسكري في الخارج عالية مقارنة مع تطويره في الداخل، مضيفا أن “الشراكة مع أمريكا في هذا المجال ستطور أكثر طريقة تحديث العتاد العسكري المحلي مع وجود توجه للتعاون بين البلدين لتصنيع العسكري الموجه إلى السوق الإفريقية انطلاقا من المغرب”.

hespress.com