اختارت حكومة كندا التصعيد أمام عدم الالتزام بتعليماتها بشأن تجنب السفر إلا للضرورة بوضع تدابير صارمة في وجه المسافرين الدوليين، إذ أعلن رئيس الوزراء جوستان ترودو، في مؤتمره الصحافي الخاص باستعراض مستجدات مواجهة كوفيد-19، تعليق الرحلات الدولية صوب الجنوب، خصوصا الدول التي يقصدها الكنديون من أجل قضاء عطلهم بحثا عن الشمس، وذلك إلى غاية 30 أبريل المقبل.
ودعت الحكومة الكنديين إلى إلغاء رحلاتهم إلى الخارج، بغض النظر عن الوجهة التي يقصدونها. وتجاوبت شركات الطيران المتخصصة في رحلات الاستجمام مع هذا القرار بتعليق رحلاتها إلى المكسيك وبحر الكاريبي ابتداء من يومه الأحد.
كما أقرت الحكومة الفدرالية إجراءات مراقبة مشددة على العائدين خلال الحجر الصحي؛ فقد أصبح لزاما على كل المسافرين إجراء فحص اختبار إلزامي في موعد لا يتجاوز 72 ساعة قبل الصعود للطائرة في اتجاه كندا، وعند الوصول إلى أحد مطاراتها يتعين عليهم إجراء فحص كوفيد-19 في المطار، وقضاء يومين أو ثلاثة في أحد الفنادق التي تختارها الحكومة، في انتظار نتيجة الفحص، مع تحملهم مصاريف الاختبار والإقامة الفندقية التي قدرها رئيس الوزراء جوستان ترودو في ألفي دولار كندي، أي ما يناهز 1.565 دولار أمريكي، لتغطية مصاريف النقل والأمن وصحة الموظفين والاختبار.
وفي حال ظهور نتائج سلبية يتمكن المسافرون من استكمال مدة الحجر الصحي في منازلهم، مع الخضوع لمراقبة مشددة من السلطات المختصة التي ستقوم بالرفع من المكالمات الهاتفية وربما الزيارات، للتأكد من احترام شروط الحجر الصحي، وقد تصدر غرامات في حالة المخالفة.
أما في بالنسبة للمسافرين الذين تثبت الفحوصات إصابتهم بفيروس كورونا فسيتعين عليهم استكمال مدة الحجر الصحي على نفقة الدولة في أحد مراكز الصحة العامة، وسيجرى لهم فحص آخر بعد عشرة أيام.
ورغم أن الحكومة لم تتحدث عن تاريخ محدد لتطبيق إجبارية الفحص في المطار والإقامة في الفندق إلا أن ترودو أشار إلى أن هذه الإجراءات قد تدخل حيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن في فبراير.
وخلق القرار ردود فعل متباينة، بين مستنكر ومرحب، إذ وصفته حكومة مقاطعة كيبيك بـ”الخبر الممتاز”، خصوصا أنه يلبي مطالب المسؤولين الحكوميين الكيبيكين الذين ضغطوا في مناسبات عدة على الحكومة الفدرالية من أجل حظر السفر الدولي غير الضروري، وتشديد إجراءات الدخول إلى كندا، وتطبيق مراقبة صارمة على الخاضعين للحجر الصحي في منازلهم.