متخذة عدة أوجه خلال الأيام القليلة الماضية، تمضي عزلة جبهة البوليساريو نحو مزيد من الاتساع، بقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء، وبروز استقالات في صفوف المساندين داخل البرلمان الأوروبي.

وانقلبت البيانات العسكرية للجبهة إلى ضدها باعتبار رئيس اللجنة المشتركة للصحراء الغربية، خواكيم شوستر، انتهاك وقف إطلاق النار من طرف البوليساريو خطأ، ما دفع به نحو تقديم استقالته من التنسيق المعروف بمساندته للجبهة.

ومن المرتقب أن تنحصر تحركات الجبهة بشكل كبير، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي، واتجاه البلدان الأوروبية نحو تغليب كفة البراغماتية والاقتصاد على حساب المواقف الإيديولوجية التي تصدر عن بعض تنظيمات اليسار والخضر.

وباستثناء الحلفاء التقليدين للجبهة، ستعاني الدبلوماسية الجزائرية مستقبلا لإيجاد مدافع عن البوليساريو في أروقة المناسبات الدولية، خصوصا باستحضار الجميع لمصالحه مع الولايات المتحدة الأمريكية، وضرورة خلق توازنات المواقف معها.

صبري لحو، الخبير في قضايا العلاقات الدولية، أورد أن “سقوط وتهاوي جبهة البوليساريو متعدد الأوجه، والبداية كانت من تراجع مجلس الأمن عن مساندة الاستفتاء، ودعم حل سياسي متوافق عليه، وتبقّي هذا الموقف فقط في بعض مداخلات الجمعية العامة”.

وأضاف لحو، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “أكبر دولة غربية وصانعة للتاريخ المعاصر باتت معترفة بمغربية الصحراء”، مسجلا كذلك انحصار دعوات البوليساريو على مستوى الاتحاد الإفريقي، بتخصيصه لجينة تتحرك تحت مظلة الأمم المتحدة.

وأوضح المحامي المغربي أن التفوق حاضر كذلك على المستوى الأوروبي، وذلك بتجاوز القارة لمشاكل القضاء، وتغليب كافة السياسة، مقرا بكون جميع الاتفاقيات المبرمة مع الأوروبيين تتضمن سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية.

وأردف المتحدث ذاته: “الجديد الآن هو الحصار حتى على مستوى المناصرين داخل البرلمان الأوروبي”، مسجلا أن “المستقبل كفيل بتبيان أن الصحراء لن تخرج عن السيادة المغربية، على جميع المستويات، سواء التاريخية أو القانونية”.

hespress.com