نجح فريق من المهندسين المغاربة من تخصصات مختلفة في تصميم جهاز قادر على كشف عدم الإصابة بفيروس “كوفيد-19” في ظرف 20 ثانية فقط.
وينتمي هؤلاء المهندسون إلى المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث العلمي (MAScIR)، وهي مركز أبحاث تابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات UM6P.
ويمكن هذا الجهاز المغربي من فرز عينات “كوفيد-19” السلبية دون اللجوء إلى مواد كاشفة، وذلك من خلال تطبيق تكنولوجيا الكشف بالأشعة تحت الحمراء.
وكشف وديع السعيدي، المسؤول عن الهندسة الصناعية في مختبر الإلكترونيات الدقيقة في المؤسسة، أن الجهاز أشرف على تصميمه فريق يضم 7 مهندسين مغاربة في تخصصات متعددة، منها النمذجة الرياضية والبرمجة والهندسة الصناعية والإلكترونيك؛ إضافة إلى أطباء من مختبر البحث والتحليل الطبي التابع للدرك الملكي.
وذكر السعيدي، في تصريح لهسبريس، أن العمل على هذا الجهاز بدأ في أبريل من سنة 2020 إلى غاية شتنبر من السنة نفسها، حين تم تسجيل براءة الاختراع؛ وفي نهاية السنة تمت المصادقة عليه من طرف مختبر الدرك الملكي.
وأوضح المسؤول ذاته أن هذا الجهاز يمكن من فوز العينات السلبية لكوفيد-19 في عشرين ثانية، وأضاف: “حين يعطي الجهاز أن العينة سلبية فإن الإصابة سلبية بنسبة 94 في المائة، وإذا أعطى أن العينة مشكوك فيها فيجب آنذاك إجراء فحص PCR لتأكيد إيجابية الإصابة”.
ويمكن استعمال هذا الجهاز في الأماكن التي تستدعي إجراء كشوفات سريعة لعدد كبير من الأشخاص، مثل المطارات والمعامل، للحصول على نتائج في أسرع وقت ممكن، وهو ما يتيح ربح الوقت.
وحسب السعيدي، خرج الجهاز إلى السوق المغربية منذ شهر فبراير الماضي، حيث تم الشروع في توزيعه لدى بعض المصانع الفلاحية، وقد أكد فعاليته بعد أكثر من شهرين من التجربة.
ومر تصنيع هذا الجهاز عبر ثلاث مراحل أساسية، أولها إنشاء قاعدة عينات من فيروس كورونا، ثم تطوير نماذج للذكاء الاصطناعي قادرة على التعرف على الفيروس، فمرحلة التحقق من مصداقية وفعالية الجهاز.
جدير بالذكر أن مؤسسة “MAScIR” عبارة مركز أبحاث تابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات UM6P، ويعد بمثابة مؤسسة تهدف إلى تعزيز وتنمية أقطاب البحث والتطوير العلمي في المغرب، لتلبية حاجيات البلاد في ميدان التقنيات المتقدمة، لاسيما في قطاع البيولوجيا الطبية.
وتتوفر المؤسسة على موارد بشرية مؤهلة وعلى أحدث المعدات المتطورة في ميدان التكنولوجيا الحديثة، وتمكنت حتى الآن من تسجيل ما يناهز 190 براءة اختراع ذات امتدادات على المستوى الإقليمي الإفريقي، ونشرت حوالي 700 مقالة علمية على صفحات مجلات ذات صيت عالمي، مع تنفيذ أكثر من مائة مشروع.