لا ينظر الأوروبيون بعين الرضا إلى تقدم المملكة في السباق الدولي للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا”، بحيث ساد انقسام كبير وسط الطبقة السياسية الأوروبية في بروكسيل بشأن تعثر عملية الحصول على كميات كافية من “اللقاح”، بينما أشاد مسؤولون أوروبيون بتفوّق المغرب في “حرب اللقاحات”.
شارل هنري غالوا، سياسي فرنسي مؤسس حركة “جيل فركسيت”، انتقد بقوة الطبقة السياسية في بروكسيل وجهودها الفاشلة لضمان تلقي الأوروبيين لقاحات “كورونا”، وكتب في منشور له على موقع “تويتر”، وفقا لما نقلته صحيفة “إكسبريس”، أن “المغرب، الذي بدأ استراتيجية التطعيم منذ ثلاثة أسابيع، يتقدم بالفعل على الاتحاد الأوروبي”.
واستعرض المسؤول الأوروبي قائمة تضم مجموعة من الدول التي لقحت عددا أكثر من مواطنيها مقارنة مع مجموعة الاتحاد الأوروبي، وهي “إسرائيل، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، بالاو، البحرين، الولايات المتحدة، شيلي، صربيا، موناكو، جزر المالديف، سويسرا، سنغافورة، النرويج، أيسلندا، تركيا، المغرب”.
وتابع المسؤول الفرنسي في خرجته الإعلامية المنتقدة للساسة الأوروبيين، قائلا: “المغرب، على سبيل المثال، بدأ حملته للتلقيح قبل ثلاثة أسابيع فقط، وهو يعمل بالفعل بشكل أفضل”، ويأتي ذلك في الوقت الذي اعترف فيه مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأن شركة “فايزر” لم تسلم الاتحاد حتى الآن حوالي 10 ملايين حقنة كان من المقرر تقديمها في دجنبر، مما يجعله يعاني من نقص بحوالي الثلث من الإمدادات التي توقعها من شركة الأدوية الأمريكية.
ويعتبر مراقبون أن هذا النقص هو ضربة أخرى للاتحاد الأوروبي، الذي تضرر أيضا من التأخير في تسليم اللقاحات من شركة “AstraZeneca Plc” ومقرها بريطانيا، وشركة “Moderna” للتكنولوجيا الحيوية الأمريكية، مبرزين أن “الوضع يثير تساؤلات حول الأساس المنطقي لخطة الاتحاد الأوروبي لمراقبة تصدير اللقاحات التي تم وضعها في أواخر يناير لضمان التسليم في الوقت المناسب الذي لم يتم تفعيله بعد، على الرغم من نقص الإمدادات”.
هذا الأسبوع، سلمت شركة “فايزر” إلى الاتحاد الأوروبي 4.8 ملايين حقنة من اللقاح المضاد لكورونا الذي طورته مع الشريك الألماني “BioNTech”، وفقا لمسؤول في الاتحاد الأوروبي يشارك بشكل مباشر في المحادثات مع الشركة الأمريكية. وقال أحد مسؤولي الاتحاد مصدر مطلع على الموضوع: “هذا يرفع العدد الإجمالي إلى حوالي 28 مليون حقنة من اللقاح”.
وأضاف المسؤول في الاتحاد الأوروبي أن هذا الرقم ما يزال أقل بنحو 10 ملايين حقنة مما وعدت به شركة “فايزر” منذ بدء التشغيل في أواخر العام الماضي”. وأكد هذا “النقص” مسؤول ثان من الاتحاد الأوروبي مشارك في محادثات مع شركات تصنيع اللقاحات، لكنه قال إن “الشركات التزمت بتسليم تلك الحقن بنهاية مارس”.
وامتنعت شركة “فايزر” عن التعليق قائلة إن مواعيد تسليمها سرية. ولم ترد المفوضية الأوروبية التنفيذية على طلب للتعليق على النقص في التسليم، وفقا لـ”إكسبريس”.
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن شركة “فايزر” ملتزمة بتقديم 3.5 ملايين حقنة أسبوعيًا، اعتبارًا من بداية يناير. ويشير التسليم الأكبر هذا الأسبوع إلى أن الشركة تزيد الإمدادات لتعويض النقص السابق.
وكشف أحد المسؤولين أنه سيتم تسليم حوالي 5 ملايين حقنة الأسبوع المقبل وفي الأسبوع الأول من مارس.
وفي منتصف شهر يناير، كان هناك عجز مؤقت في الإمدادات، وقال المسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه “تم تسليم جزء فقط من الحقن المستحقة في دجنبر”، لكنهم أبرزوا أن هذا المشكل تم حله إلى حد كبير الشهر الماضي.