حذّر تقرير مرفوع إلى رئيس الحكومة من مغبة عدم التدخل العاجل للحدّ من انتشار فيروس كورونا في مدينة طنجة، الذي شهد استفحالا خلال الأيام الأخيرة وجعل مستشفى المدينة الرئيسي عاجزا عن استقبال الأعداد المتزايدة من المصابين بـ”كوفيد-19″.

التقرير الذي رفعته “مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية” إلى رئيس الحكومة، قال إن الأسرّة المخصصة لإنعاش المصابين بفيروس كورنا في حالة حرجة، بمستشفى محمد السادس بطنجة، والتي لا يتعدى عددها 27 سريرا، استُنفدت بسرعة، نظرا لتفاقم عدد المصابين، واصفا تزايد حالات الوفيات بـ”المخيف”.

وسجلت مدينة طنجة ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الآونة الأخيرة، بعد بروز بؤر مهنية في المعامل والوحدات الصناعية وبؤر عائلية، وانتقل كذلك إلى الأطقم الطبية الساهرة على علاج المرضى، ما دفع بالسلطات إلى إعادة فرض الحجر الصحي على المدينة.

ويسود غضب كبير وسط سكان طنجة بسبب طريقة التعاطي مع المصابين أو المشكوك في إصابتهم بفيروس كورونا في المدينة. وذهب عادل الحداد، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية، إلى القول إن “رئيس الحكومة ووزير الصحة والمسؤولين الموجودين في الرباط لا علْم لهم بحقيقة بالوضع الخاص في طنجة”.

وحسب المعطيات التي أفاد بها الحداد، في تصريح لهسبريس، فإن كثيرا من المشكوك في إصابتهم بفيروس كورونا الخاضعين للفحص بـ”السكانير” أكّد لهم الأطباء أنهم يحملون أعراض الفيروس، لكنهم عندما يتوجهون إلى مستشفى محمد السادس يُرفض طلبهم إخضاعهم لفحص “PCR”، بداعي أن نتيجة فحص السكانير “لا يُعتدّ بها”.

وحذّر المتحدث ذاته من تبعات صرْف المواطنين الذين يشكّون في حملهم أعراض فيروس كورونا، وخضعوا لفحص بجهاز “السكانير” يؤكد حملهم لهذه الأعراض، مضيفا: “بنادم ملي كيقولولو سير لدار را السكانير ما نديوش عليه كيمشي ينعس على جنب الراحة، وحتى الكمامة مكيبقاش يديرها”، داعيا إلى تجاوز هذا الخطأ وعدّ هؤلاء ضمن المشتبه فيهم، وإحداث وحدة خاصة لإيوائهم.

من جهة ثانية، انتقدت مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية عدم مواكبة الحكومة لمرحلة ما بعد الرفع الجزئي للحجر الصحي بحملات تحسيسية قادرة على إبقاء جذوة اليقظة والحذر إزاء فيروس كورونا في صفوف المواطنين، معتبرة أن حملات التحسيس المبثوثة في وسائل الإعلام الرسمي “تجاوزتْها المرحلة ولم تعد ذات جِدّة”.

وفيما مازالت مدينة طنجة تسجل حالات إصابات جديدة بفيروس كورونا بشكل لافت، عملت وزارة الصحة على إجراء دراسة حول خصائص الفيروس المنتشر في “عروس الشمال”، في حين اعتبرت مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية المعطيات المتوفرة حول الحالة الوبائية “تفتقر إلى الدقة والتحليل”.

وقال رئيس الشبكة: “نحن نشكك في نتائج الدراسة التي أنجزتها وزارة الصحة، لأن وضعية الوباء في طنجة تنتشر بشكل غير طبيعي، ويؤكد هذا أن مخيم الغابة الدبلوماسية الذي يأوي المرضى، وهو من أكبر المخيمات، امتلأ عن آخره، وممرات مستشفى محمد السادس تغص بالمرضى”، مضيفا: “هناك مَن تم نقله إلى مخيم الغابة الدبلوماسية ومعه أشخاص آخرون في البيت كان يخالطهم لم يخضعوا لأي فحص”.

واعتبر التقرير المرفوع إلى رئيس الحكومة أن ما يؤزّم وضعية انتشار وباء كورونا في طنجة أكثر هو اعتماد نقطة كشف قارة وحيدة تتمركز في مستشفى محمد السادس، رغم التكاثر المقلق للحالات، مضيفا أن هذا الوضع يجعل المؤسسة الصحية المذكورة “تعرف تشنجات متواصلة بين المواطنين المشتبه في إصابتهم وإدارة المستشفى ورجال السلطة المتواجدين بمداخله وباقي العاملين به”.

وشدد عادل الحداد على أن الوضعية التي تعرفها مدينة طنجة “تتطلب الوضوح، فإذا كان هناك نقص في التجهيزات والموارد البشرية والطاقة الاستيعابية فعلى المدير أن يفصح عن الوضع ويقول الحقيقة، عوض أن يحاول طمأنة الرأي العام”، مضيفا: “لا نقول إن هناك إهمالا، ولكن الدولة خاصها توضح لينا علاش طنجة من دون باقي المدن تتزايد فيها الحالات والوفيات بهذا الشكل المقلق”.

hespress.com