قال مكتب الدراسات “أوكسفورد بيزنس غروب” (Oxford Business Group) إن المغرب نجح بشكل جيد في تدبير الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا بفضل التكنولوجيات الرقمية التي تم اعتمادها من قبل السلطات.
جاء ذلك في تقرير أصدره مكتب الدراسات المتخصص في الذكاء الاقتصادي حول التحول الرقمي في المغرب وتأثير ذلك على المجتمع والاقتصاد المغربيين منذ ظهور الوباء خلال السنة الماضية.
وذكر المكتب أن “أزمة كورونا أظهرت الحاجة إلى الرقمنة، لكن المغرب لم ينتظر سنة 2020 لبدء التحول الرقمي، بل شرع في هذا المسار قبل عشر سنوات من خلال مبادرات حكومية عدة على المستوى الرقمي وتكوين الشباب في مجال التكنولوجيات الحديثة”.
وأورد التقرير أن “الجهود التي اتخذتها المملكة في هذا الصدد أعطت ثمارها بداية سنة 2020، حيث احتل المغرب المركز الرابع بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ترتيب يصدره المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية”.
وإذا كان المغرب قد استفاد من معدلات مرتفعة لانتشار الإنترنت والهواتف المحمولة، فإن التقرير أشار إلى أن جائحة “كوفيد-19” حفزت الابتكار التكنولوجي في العديد من القطاعات، منها القطاع المالي والفلاحة والتعليم.
وبحسب المعطيات التي تضمنها التقرير، فإن الحجر الصحي الذي فرض السنة الماضية في المغرب رفع من وتيرة التجارة الإلكترونية والأداء بدون تماس، التي أصبحت عادة راسخة بين المواطنين، حيث ارتفعت الأداءات عبر الهاتف المحمول بنسبة 31.3 في المائة في النصف الأول من سنة 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ودفعت الأزمة الصحية مجموعة من القطاعات العمومية والخاصة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات لضمان استمرار العمل واحترام التباعد الجسدي من خلال رقمنة العديد من العمليات وتوفير الحلول في مجالات عدة، وكانت النتيجة أن 7 أجراء من أصل 10 كانوا يشتغلون عن بُعد في أوج الجائحة.
وتضمن التقرير حواراً مع محمد ملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، أشار فيه إلى أن “تسريع التحول الرقمي يعتبر رافعة أساسية للإدماج الاجتماعي والتنمية البشرية”، مضيفا أن “التكنولوجيات الرقمية تمكن من حل المشاكل التي تعوق التنمية الاجتماعية والوصول العادل إلى الخدمات والفرص”.
وبالنسبة لـ”أوكسفورد بيزنس غروب”، فإن خفض الفجوة الرقمية يساهم في الحد من التفاوتات في المغرب، لا سيما بين المدن والقرى، وبالتالي تحقيق نمو أكثر شمولاً.
من جهته، قال برناردو بروزوني، المدير التحريري لإفريقيا في المجموعة، إن “الدينامية التي أطلقها المغرب في السنوات الأخيرة في مجال التحول الرقمي من طرف السلطات العمومية والخاصة، تسارعت سنة 2020 تحت تأثير جائحة كورونا”.
وذكر المسؤول ذاته أن تسارع التحول الرقمي سيستمر خلال سنة 2021 ليستفيد من تغير العقليات والاعتماد الواسع من قبل المواطنين على التقنيات الرقمية.
وأكد بروزوني أن “قطاع الابتكار يشهد ازدهاراً كبيراً من خلال شركات ناشئة ومبادرات رئيسية رأت النور، مثل المنطقة الصناعية Fez Smart Factory التي تم إطلاقها في شتنبر الماضي، وهي علامات إيجابية على انتعاش الاقتصاد المغربي في مرحلة ما بعد كوفيد”.