اهتزت مدينة المحمدية على وقع فضيحة تتمثل في العثور على كميات من المواد الغذائية، تعرض بعضها للتلف، كانت مخزنة لما يقارب العام في مقر دار الثقافة قصد توزيعها على المحتاجين في أزمة كورونا.
وكشفت مصادر جريدة هـسبريس الإلكترونية أن الإعانات التي اقتنتها جماعة المحمدية في عهد الرئيسة السابقة إيمان صبير، قصد توزيعها على المواطنين المتضررين من تداعيات جائحة كورونا خلال تطبيق السلطات الحجر الصحي، قد تعرض بعضها للتلف، بعدما ظلت مخزنة بدار الثقافة، دون أن يستفيد منها أحد.
ولفتت مصادر هسبريس إلى أن المواد الغذائية التي تم تخزينها منذ مارس الماضي، صار بعضها فاسدا، ما ضيّع على ميزانية الجماعة مبالغ مالية دون استفادة المواطنين المعوزين منها.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن المجلس السابق أقدم على تخزين المعونات الغذائية التي تقدر الميزانية المخصصة لها بحوالي 50 مليون سنتيم، بعدما رفضت السلطات العاملية بالمحمدية السماح له بتوزيعها بشكل انفرادي مخافة استغلالها انتخابيا.
واستغربت المصادر، أيضا، كون السلطات الإقليمية بالمحمدية لم تحرك ساكنا في هذه القضية، حيث ساهمت بدورها في تلف بعض هذه المواد الغذائية، وبالتالي ضياعها وعدم استفادة الفئات المتضررة منها.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن السلطات العاملية ومعها وزارة الداخلية بات واجبا عليهما التدخل وفتح تحقيق في ضياع هذه المواد، وبالتالي تبذير المال العام.
وخرجت فعاليات مدنية بالمحمدية لتندد بهذه الواقعة، مطالبة وزارة الداخلية بفتح تحقيق معمق حولها، ومساءلة الواقفين وراءها.
وفي هذا الصدد، وجهت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، عبر مكتبها الإقليمي بعمالة المحمدية، رسالة استعجالية إلى المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية، تطالب من خلالها بتشكيل لجنة لفتح تحقيق معمق حول المؤونة المخزنة داخل مقر دار الثقافة مند حوالي سنة تقريبا.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن هذه المواد الأساسية “لم يتم توزيعها على المحتاجين والمعوزين من ساكنة المدينة، وخاصة في ظروف الجائحة والحجر الصحي والفيضانات التي تضرر بسببها عدد كبير من المواطنين ذوي الدخل اليومي المحدود، علما أن تلك المؤونة هي من المال العام”.
وحاولت جريدة هـسبريس الإلكترونية الاتصال بالرئيسة السابقة للمجلس الجماعي بالمحمدية، غير أن هاتفها ظل خارج التغطية، بينما رفض عضو من الأغلبية السابقة الحديث في الموضوع، فيما أكدت الرئيسة الحالية زبيدة توفيق أن المجلس سيشكل لجنة لمعاينة المواد المذكورة واتخاذ ما يلزم بأشنها.