مخترقة أجواء العاصمة الرباط بدورها، تمضي الروائح المنبعثة من وادي أبي رقراق في الانتشار عبر أحياء مجاورة يتقدمها حي حسان، الذي يشتكي القاطنون به من وصول روائح كريهة إلى منازلهم، وإلى مقرات العمل كذلك.

وتعاني الأحياء المجاورة لوادي وادي أبي رقراق من تداعيات مشكل لم يتضح سببه الرئيسي إلى حدود اللحظة، سوى أن مصدره هو مطرح أم عزة أو اختلاط المياه النظيفة بالمياه العادمة من منطلق الوادي، وفق توضيحات بثها عبد اللطيف سودو، نائب رئيس جماعة سلا.

وتقظ الروائح الكريهة مضجع سكان الأحياء الرباطية كما السلوية المجاورة للوادي سالف الذكر، مما يضطرهم إلى إغلاق النوافذ تفاديا لأسوأ من الوضع الراهن؛ لكن هذا الأمر لا يفي بالغرض أمام قوة الرائحة التي تصدر منذ ما يقرب 3 أيام من “متنفس السكان”.

وأضر هذا التلوث على مستوى وادي أبي رقراق بالصيادين التقليديين المشتغلين على ضفافه، وكذا ملاك “الفلايك” (المراكب) التي يستخدمها العابرون بثمن رمزي للوصول إلى الضفة الأخرى، مرورا عبر المياه التي تحولت ألوانها إلى سوداء في مناطق متفرقة.

وتشتد الرائحة النتنة في الفترة الليلية، خصوصا ببعد توقف كافة الأنشطة الاقتصادية والسيارات على الساعة التاسعة؛ ما يجعل الجو صافيا تتمكن منه الانبعاثات التي حرمت السكان من زيارة الوادي تفاديا لأية مشاكل محتملة، أمام غياب تدقيق في أسباب المشكل.

وحسب صور من عين المكان، تتوفر عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، تسبب التلوث في تغير لون مياه وادي أبي رقراق إلى الأسود بالقرب من مشاريع عملاقة، مثل المسرح الكبير وبرج محمد السادس؛ ما يؤثر على المنظر الجمالي العام بدوره.

ومنذ أيام، تم رصد تلوث كبير في وادي أبي رقراق الفاصل بين مدينتي الرباط وسلا. ورجح مستشارو فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس العاصمة الإدارية للمملكة أن يكون ذلك التلوث راجعا إلى عصارة “الليكسيفيا” لمطرح أم عزة، البعيد بحوالي 30 كيلومترا شرق العاصمة.

كما وجهت ابتسام عزاوي، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالا كتابيا إلى وزير الطاقة والمعادن والبيئة قالت فيه إن مصدر التلوث قد يكون مطرح أم عزة، الذي تسربت منه عصارة الأزبال المخزنة به منذ سنوات.

hespress.com