خلافا لما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية حول امتناع مدريد عن المشاركة في مناورات الأسد الإفريقي التي تحتضنها المملكة خلال الشهر المقبل، بسبب “الميزانية” وضعف التنسيق، نقلت مصادر إعلامية متطابقة أن “القيادة العسكرية الأمريكية والمغربية اتفقت على عدم استدعاء إسبانيا إلى أكبر تمرين عسكري في إفريقيا”.
وفيما تحاول الصحافة الإسبانية أن تعطي الانطباع بأن مدريد رفضت دعوة القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) للمشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” التي تحتضنها المملكة، متذرعة بأسباب تتعلق بالميزانية، كشفت المصادر ذاتها أن “المغرب اعترض على مشاركة إسبانيا في المناورات التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذه الأخيرة لم تبد أي معارضة..”.
المحلل الأمني والعسكري محمد بنحمو قال: “لا يمكن ربط عدم مشاركة إسبانيا في مناورات الأسد الإفريقي بموقفها التاريخي والرسمي بشأن الصحراء المغربية كما تدعي الأوساط الإسبانية، لأن مدريد كانت على علم بمسرح عمليات المناورات التي تقام في الصحراء، ولو كان قرارها مبنيا على رؤيتها للنزاع، لعبرت عنه في حينه ولما انتظرت قرب بدء التمارين لتشهر ورقة الرفض”.
وأضاف المحلل الأمني والعسكري في تصريح لهسبريس أن “المغرب رفض مشاركة إسبانيا في التمارين العسكرية المقامة على أرضه بتنسيق مع أمريكا التي تحاول حماية قرارها السياسي الذي اعترفت بموجبه بالسيادة الكاملة للمملكة على الصحراء”، وشدد على أن “المغرب وجه صفعة للإسبان برفضه احتضان القوات العسكرية الإسبانية في ترابه”.
وختم بنحمو بالقول إن “إسبانيا حاولت أن تعطي الانطباع بأنها صاحبة قرار وبأن موقف المشاركة من عدمه رهين باتجاهات نزاع الصحراء”، لكن الواقع أن “الرباط وواشنطن قررتا عدم استدعاء إسبانيا إلى المناورات”.
وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي في مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة؛ إذ إن البوليساريو لطالما ادعت قصفها لمنطقة “المحبس” في إطار خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، كما تأتي هذه المشاركة في وقت اعترفت فيه الإدارة الأمريكية السابقة بالسيادة المغربية على الصحراء.
ويشتمل التدريب أيضا على تمارين مخصصة للتعامل مع حالات الطوارئ والتدخلات السريعة والمناورات الجوية المباغتة باستخدام طائرات “F-16” و”KC-135″، وتدريبات ميدانية للمظليين، وتمارين طبية، وتمارين للاستجابة الكيميائية والبيولوجية، وبرنامج للمساعدة المدنية الإنسانية.