الأربعاء 26 غشت 2020 – 10:36
دق التنسيق النقابي بالمستشفى الجهوي الغساني بفاس، الذي يتكون من المكتبين الإقليميين لأطباء القطاع العام والنقابة الوطنية لقطاع الصحة، والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، ناقوس الخطر بإعلانه مستعجلات المستشفى “مصلحة موبوءة ومنكوبة”.
جاء ذلك في بيان أصدره التنسيق النقابي المذكور، توصلت به هسبريس، قال فيه إن مصلحة المستعجلات بمستشفى الغساني بفاس أصبحت بؤرة لتفشي فيروس كورونا في صفوف الأطر الصحية، كان آخرها إصابة 6 طبيبات وأطباء من أصل 9، و7 ممرضات وممرضين يشتغلون بمصلحة المستعجلات، و5 حراس أمن خاص، بعدوى الفيروس.
وعبر التنسيق النقابي ذاته، في بيانه، عن استيائه من “الاستخفاف بصحة الأطر الصحية والمواطنين، وتعريض حياتهم للخطر بسبب الارتجالية في التدبير ونهج سياسة فرض الأمر الواقع”، منبها إلى أن عدم توفير معايير السلامة الصحية للمهنيين وجميع المتدخلين “قد يقود إلى كارثة وبائية لا قدر الله”.
وناشد المصدر ذاته، الذي حمل المسؤولية للمدير الجهوي للصحة، ضرورة تبسيط المساطر والإجراءات لإنجاز تحاليل واختبارات الكشف عن الفيروس بشكل دوري وسط الشغيلة الصحية بالمستشفى، ومواكبة وتتبع حالتها الصحية والجسدية والنفسية، وتخصيص وحدات وأجنحة لاستشفاء المصابين بالفيروس من أطر الصحة داخل مستشفى الغساني، والاعتناء والتكفل بهم وبذويهم بشكل لائق.
كما طالبت النقابات الموقعة على البيان بما وصفته بـ”إقرار العدالة في ما يخص توظيف وإعادة انتشار الموارد البشرية داخل الجهة، أخذا بعين الاعتبار وضعية مستشفى الغساني، الذي يعرف وضعا وبائيا مقلقا، وتعزيز مصلحة المستعجلات بالأطقم الصحية لضمان استمرارية الخدمات الصحية الاستعجالية وإخراجها من المأزق والسكتة القلبية الموشكة، بعد سقوط جل أطر المصلحة بالوباء، ودخولهم في مراحل متقدمة من الإنهاك المهني والاحتراق النفسي”.
وشدد التنسيق النقابي ذاته على ضرورة وضع مسارات إستراتيجية مستعجلة وخارطة واضحة لمرضى “كوفيد” المتوافدين على المصلحة، والمرضى غير المصابين به، بشكل يستجيب لشروط السلامة؛ للحفاظ على سلامة الأطر الصحية والمواطنين على حد سواء، ملحا على ضرورة أخذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية الصارمة، ومنها التعقيم المستمر لمصالح وأقسام المستشفى.
من جانبه، أكد الدكتور رشيد إحموتين، مدير المركز الاستشفائي الجهوي الغساني بفاس، على أن مسار التكفل بمرضى “كوفيد- 19” بمدينة فاس “مضبوط”، موضحا أنه “يتم التكفل بهذه الفئة من المرضى بمستشفى ابن الخطيب المجهز بمصلحتي الولادة ومرضى القصور الكلوي، والمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني الذي يتكفل بالحالات الحرجة، والمستشفى الميداني بالحي الجامعي سايس 3، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 1200 سرير، والذي يأوي الحالات غير الحرجة، فضلا عن تعبئة مركز للتشخيص بمستشفى ابن البيطار”.
وأوضح المتحدث إلى هسبريس أن مصلحة المستعجلات بمستشفى الغساني بفاس، وحتى لا يكون هناك خطر على المرتفقين وموظفي الصحة، غير مخصصة لاستقبال مرضى “كوفيد”، مشيرا إلى أنه إذا ما تم رصد أي حالة مشتبه فيها لا يتم التخلي عنها، إذ يتم التكفل بها داخل قاعة عزل خصصت لهذا الغرض، وذلك قبل إحالتها على مستشفى ابن الخطيب.
وأشار مدير مستشفى الغساني بفاس إلى أن الضغط الذي عرفته مستعجلات مستشفى الغساني أدى إلى تفاقم أعباء الأطر الصحية وشعورهم بالإعياء، مردفا بأنه تم دعم عناصر الأمن الخاص بهذه المصلحة بعناصر إضافية، والأطر الصحية بأطر جديدة بالتعيين المؤقت لـ3 أطباء، فضلا عن تعزيزها، في غضون الأسبوع الجاري، بأطر طبية منتمية إلى جمعية أطباء بلا حدود، لتنضاف إلى الممرضين والأطباء المتعافين الملتحقين بعملهم.
وأوضح مدير مستشفى الغساني، الذي أكد أن لجنة خاصة تسهر على تتبع الحالة الصحية لجميع العاملين بالمستشفى، أنه تم إعداد خارطة طريق لحماية موظفيه وجميع المستخدمين، ترتكز على التحسيس، وتعقيم مختلف المرافق باحترام تام للمعايير العلمية، موردا أنه سيتم إحداث مصلحة خاصة بمستشفى الغساني للتكفل بموظفيه الذين قد تطالهم عدوى فيروس كورونا.