أكد تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي أن ما ورد على لسان زرقان أحسن المعروف باسم أبي الدحداح جليبيب، إثر ظهوره في التلفزيون الجزائري، تم انتزاعه منه تحت التعذيب، معتبرا ما قاله عاريا من الصحة.

وشدد التنظيم في بلاغ له، تتوفر عليه هسبريس، والذي عنونه بـ”تفنيد ما جاء في مسرحية أبي الدحداح”، على أن تزامن نشر التسجيل المرئي مع عودة المسيرات في العاصمة وبعض المدن الجزائرية “يظهر بوضوح أن العصابة العسكرية في الجزائر تسعى إلى عرقلة عودة هذه المسيرات والمظاهرات الشعبية”.

ونفى التنظيم سعيه إلى اختراق الانتفاضة الشعبية في الجزائر أو إلى توجيهها نحو استخدام العنف واللجوء إلى التخريب، “ويمكن الرجوع إلى البيانات المرئية منها والمكتوبة التي أصدرها التنظيم نصرة للانتفاضة للتأكد من أنها لم تحمل في طياتها ولو كلمة واحدة فيها دعوة إلى الحرق أو التخريب والعنف بصورة عامة، بل دعت فيها كلها بصريح العبارة إلى اجتناب الأعمال التخريبية، واجتناب كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بالمتظاهرين، بل وبادر التنظيم إلى التبرؤ المسبق من كل عمل تخريبي قد يستهدف الحراك تقوم به العصابة الحاكمة ثم تنسبه إلى المجاهدين”.

وأضاف: “نقول هذا ليدرك الشعب الجزائري كم هي حقيرة هذه العصابة العسكرية واستخباراتها الإرهابية التي راحت تستخدم “أسير حرب” لتنتزع منه أقوالا تحت الضغط والإكراه بغرض تشويه سمعة المجاهدين وسمعة بعض الشخصيات والمنظمات المعارضة وشيطنة الحراك الشعبي”.

ونفى تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي أن تكون قيادته قد اتصلت أو نسقت مع أية جهة أو شخصية في الداخل أو الخارج قصد تحريف الانتفاضة الشعبية عن مسارها السلمي، بواسطة تسليح المتظاهرين ودفعهم إلى القيام بأعمال تخريبية.

واسترسل البلاغ: “لو أردنا فعل ذلك لما منعنا منه أحد، ولكن نحن جماعة اتخذت من الجهاد في سبيل الله وسيلة لتغيير منظومة الحكم في الجزائر، ملتزمين في جهادنا بأحكام شريعة ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومعركتنا هي مع العصابة العسكرية والأمنية المجرمة التي نحت الشريعة الإسلامية عن الحكم، واغتصبت السلطة بالقهر والاستبداد، وسامت الشعب الجزائري سوء العذاب وليست مع الشعب الجزائري، فنحن ما فرطنا في أهالينا وديارنا ورضينا العيش في الجبال والوديان لما يقرب من ثلاثين سنة غلا للدفاع عن شعبنا المسلم وعن دينه وعرضه وأرضه”.

وكان النظام العسكري الجزائري قد اهتدى إلى حيلة سمجة تتمثل في التعاقد مع من يشبه “الممثل الكومبارس” لتقديم وصلة تلفزيونية يلعب فيها دور “الإرهابي أبو الدحداح”، الذي يسعى، حسب تعبيره، بمعية نشطاء “الفيسبوك” إلى إسقاط النظام السياسي من باب الجهاد السيبراني!.

وأثارت هذه الوصلة الدرامية المقتضبة التي نشرها التلفزيون الجزائري الرسمي موجة من السخرية والاستهجان من مستوى النظام العسكري الجزائري، وصلت حد تعميم هاشتاغ ساخر مؤداه “الجزائر تتدحدح”، في إشارة إلى مزحة “الإرهابي أبو الدحداح”.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تركن فيها السلطات الجزائرية إلى “التلويح بتهم الإرهاب” في مواجهة نشطاء الحراك والمؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، بعدما كانت تكتفي في السابق بتهم التجمهر المسلح ومحاولة زعزعة الاستقرار والأمن الداخلي.

hespress.com