اهتمت عدد من الصحف الدولية بـ”السقوط المدوي” لرجل اللقاحات منصف السلاوي، العالم المغربي الحامل للجنسيتين البلجيكية والأميركية، بسبب اتهامه بالتحرش الجنسي.

فبعد أن صعد نجمه في سماء أميركا عقب تعيينه من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على رأس فريق مكلف بدعم تطوير لقاحات مضادة لفيروس “كورونا المستجد”، أصبح السلاوي حديث العالم بعد الفضيحة المدوية التي ضربت مسيرته المهنية الطويلة بعرض الحائط.

وكانت شركة “Galvani Bioelectronics” قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها طردت السلاوي من مجلس إدارتها، بسبب تهمة “التحرش الجنسي والسلوك غير اللائق”. وأقر السلاوي بعد ساعات من ذلك بالتهم التي وجهت إليه من قبل زميلة سابقة في العمل.

وكتبت صحيفة “جون أفريك” أن اسم السلاوي كان في السابق يرمز إلى “رجل اللقاح”، لكن صورته اليوم أصبحت مشوهة للغاية بسبب تهمة التحرش الجنسي التي وجهت إليه.

ويبلغ السلاوي حالياً 61 سنة، وقد أمضى 30 سنة في شركة “غلاكسو سميث كلاين” البريطانية، حيث أشرف على تطوير عدد من اللقاحات المستعملة ضد بعض الأمراض في مختلف دول العالم.

وذكرت صحيفة “cnbc” الأميركية أن السلاوي متزوج بكريستين السلاوي، التي شغلت سابقاً منصب نائبة الرئيس ورئيسة تطوير الأعمال في شركة “غلاكسو سميث كلاين”.

وتذكرت الصحف الدولية حينما وصف ترامب السلاوي بأنه “واحد من أكثر الرجال احتراماً في العالم في إنتاج اللقاحات”.

ويحمل السلاوي وراءه مساراً حافلا في عالم صناعة الأدوية واللقاحات بعدما عمل في بلدان مختلفة، وكان يؤمن دوماً بضرورة اقتناص الفرصة متى وجدت أمامه، حسب ما قال في لقاء صحافي سابق.

رأى السلاوي النور سنة 1959 بمدينة أكادير، وتابع دراسته بالدار البيضاء، قبل أن يغادر إلى فرنسا لدراسة الطب بعدما حصل على شهادة البكالوريا، لكن مقامه بفرنسا لم يدم طويلاً، حيث انتقل إلى بلجيكا ودرس بجامعة بروكسيل الحرة، وحاز على شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الجزئي، كما نال سريعاً عملاً في صناعة الأدوية.

وخلال مسيرته، أشرف السلاوي على تطوير عدد من اللقاحات، مثل لقاح “سيرفاريكس” الخاص بالوقاية من سرطان عنق الرحم، ولقاح “روتاريكس” لحماية الأطفال من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، ثم لقاح وباء “إيبولا”.

ولم تكن قضية اتهامه بالتحرش الجنسي المشكلة الوحيدة التي واجهت السلاوي، وإن كانت بمثابة الضربة القاضية لمساره، إذ حين عين من طرف ترامب في منصب كبير أثيرت قضية تضارب مصالح مالية بسبب استثمارات شخصية له لم يكشف عنها.

مسار السلاوي انتهى بشكل لم يكن متوقعاً لمغربي سطع نجمه في البيت الأبيض. وقد فضل أن يخط نهاية مساره بنفسه، حيث كتب في رسالة اعتذار أنه اختار الانسحاب بشكل فوري من الحياة المهنية.

hespress.com