على بعد أمتار قليلة من ثانوية صلاح الدين الأيوبي بمدينة تنغير توجد بناية كبيرة تثير انتباه المارة، بعدما تحولت إلى أطلال تتآكل يوما بعد يوم بفعل عوامل المناخ.

البناية التي شيدت من أجل استقبال مشاريع الشباب العاطل عن العمل بإقليم تنغير، والتي يطلق عليها اسم “مشتل الشباب”، أضحت تشكل خطرا حقيقيا على الساكنة القريبة منها، لكونها أصبحت ملجأ للمنحرفين والسكارى، وتهديدا لتلاميذ ثانوية صلاح الدين الأيوبي، بعدما توقفت أشغال البناء بها منذ سنوات.

وتتضارب الآراء حول أسباب توقف هذا المشروع الكبير بين من يؤكد أن القطاعات الوزارية المشاركة تأخرت في دفع واجبها في بناء المشتل، وبين من يرى أن الاعتمادات كانت مرصودة، لكن بعض الجهات تعمدت وقف المشروع إلى أن تقترب الانتخابات لاستغلاله سياسيا. فيما يجهل عدد من الشباب سبب توقف أشغال بناء “مشتل الشباب”، الذي تحول إلى أطلال تشوه حي الوفاء بصفة خاصة، والمدينة بصفة عامة، دون أن يلوح في الأفق أي مؤشر على استئناف الأشغال به.

ويقول عدد من الشباب إن هذا المشروع يجب أن تستأنف أشغال البناء فيه، وفتحه في وجوههم.

صلاح بن إدريس، أحد شباب تنغير، أكد أن توقف الأشغال بالمدينة عدة سنوات يعود إلى غياب الحكامة في تدبير جميع المشاريع، وإلى الحسابات السياسية الضيقة لدى المكونات السياسية بالمدينة، لافتا الانتباه إلى أن “جل المشاريع التي كانت متعثرة بتنغير استأنف العمل بها بعد تدخل العامل الحالي على الإقليم”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذه البناية التي توقفت فيها الأشغال “أصبحت ملجأ للسكارى والمنحرفين، مما يهدد سلامة التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية صلاح الدين الأيوبي، لكونها توجد على بعد 40 مترا من هذا المشروع”، مشيرا إلى أن بعض التلميذات يلجن هذه البناية، مما قد يعرضهن للاغتصاب.
وأكد مصدر مسؤول، لم يرغب في الكشف عن هويته للعموم، أن هذه البناية يجب أن تستأنف فيها الأشغال من أجل تشغيل الشباب العاطل عن العمل، موضحا أن سبب توقف الأشغال بها يكمن في عدم التزام قطاع وزاري بتنفيذ الاتفاقية المبرمة بين مجموعة من المؤسسات العمومية لإنشاء هذا المشروع.

وأوضح المصدر ذاته أن مجموعة من الأوراش والمشاريع التنموية عرفت قبل سنوات تعثرا كبيرا لأسباب إدارية أو مالية، الأمر الذي أثر سلبا وبشكل مباشر على مسار الإقلاع والنهوض بالمدينة، قبل أن يستدرك قائلا إن “جل الأوراش والمشاريع التنموية المتعثرة عادت إليها الحياة في السنتين الأخيرتين بعد تدخل عامل الإقليم لدى القطاعات الوزارية المعنية للإسراع بإتمام أشغال جل المشاريع”.

وتعليقا على توقف الأشغال بمشروع “مشتل الشباب”، وتحوله إلى مرحاض بالهواء الطلق، ومكان يلتقي فيه المنحرفون والسكارى، قال مسؤول ببلدية تنغير إن المشروع ستستأنف فيه الأشغال قريبا، بعد تدخل عامل الإقليم لدى أحد القطاعات الوزارية لضخ الاعتمادات المالية المتفق عليها لبناء المشروع.

وأكد المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الأشغال ستستأنف في وقت قريب، بعد الانتهاء من بعض المسائل الإدارية والتقنية والمالية، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيكون قيمة مضافة لشباب المدينة. وطالب الأمن الوطني بالقيام بدوريات أمنية في محيط البناية لتطهيرها من المنحرفين والسكارى، وحماية تلاميذ المؤسسة التعليمية القريبة منها.

hespress.com