يشكو أولياء التلاميذ والأطر التربوية والإدارية بثانوية سيدي يوسف بن علي بمراكش، التي تم إحداثها في إطار برنامج مراكش الحاضرة المتجددة الذي وُقِّع أمام ملك البلاد، من انطلاق الدراسة بها دون ربطها بشبكة الماء الصالح للشرب والقناة المركزية للصرف الصحي، وغياب الوسائل التعليمية.

عبد الصادق برحو، أب لتلميذين بالثانوية، قال في تصريح لهسبريس إن “المسؤولين عن قطاع التعليم أعطوا الضوء الأخضر لانطلاق هذه الثانوية التأهيلية خلال الموسم الدراسي الحالي وهي ما تزال مشروعا لم تنته أشغاله بعد، لأن المقاولة الوصية لم تتسلم شهادة التسليم بعد”.

وأضاف: “لقد فُتحت أبواب هذه المؤسسة أمام التلاميذ رغم انعدام الماء الصالح للشرب والمرافق الصحية بها، ما يدفع بعض المتمدرسين إلى مغادرة الحصص الدراسية لقضاء حاجتهم خارج أسوار فضائهم التربوي”.

وقالت فوزية نفيل، أم تلميذ بهذه الثانوية التأهيلية، إن “التلاميذ يعانون من غياب مياه الشرب والمرافق الصحية، في وقت يفرض فيه البروتوكول الصحي وجوب غسل اليدين والنظافة، ما يشكل خرقا للتدابير الاحترازية الصحية التي فرضتها الدولة لمواجهة وباء كوفيد-19”.

وأضافت الأم ذاتها في تصريح لهسبريس أن “هذه الثانوية التأهيلية مهددة بكارثة بيئية تهدد الفرشة المائية في ظل عدم ربط قنوات الصرف الصحي بها بشبكة القناة الرئيسية، لأنها توجد على بعد أمتار من واد إسيل، ومن فنادق مصنفة”.

إن المشاكل التي تعاني منها هذه الثانوية لا تقتصر على البنية التحتية، بحسب الأستاذ عضو اللجان الثنائية عبد البر حدادي، الذي أوضح أن “المؤسسة تفتقر إلى الوسائل التعليمية، ولا تتوفر على المختبر الخاص بمادة التاريخ والجغرافيا، في الوقت الذي تم فيه توفير مختبرين لكل من مادتي الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض”.

وتابع حدادي قائلا: “تشكو المؤسسة من الغياب التام للوسائل التعليمية والديداكتيكية الخاصة بكل المواد، ناهيك عن المواد التي تتوفر على مختبرات أو مخادع، وهو أمر يؤثر سلبا على المردودية ودرجة التحصيل عند التلميذات والتلاميذ، كما تفتقر إلى المكتبة المدرسية، علما أن 50% من المتمدرسين ينتمون إلى مسلك الخيار الفرنسي”.

وتعاني ثانوية سيدي يوسف بن علي من عدم ربطها بشبكة الإنترنيت رغم أهميتها القصوى في الحياة المدرسية عموما، وفي الموسم المدرسي الحالي الذي تخيم عليه جائحة كورونا بشكل خاص، زد على ذلك أن الباب الرئيسي يوجد على قارعة الطريق مع غياب علامات التشوير، ما يعرض سلامة المتعلمات والمتعلمين للخطر، بحسب الأستاذ حدادي.

وللوقوف على وضعية هذه الثانوية، ربطت هسبريس الاتصال بكل من المدير الإقليمي للتربية والتكوين بعمالة مراكش، وبالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، التي أكد مصدر مسؤول بها أن الإدارة انتهت للتو من الدراسة الخاصة بربط الثانوية بقناة الصرف الصحي وشبكة الماء الصالح للشرب.

وأوضح محمد بلقرشي، المدير الإقليمي للتربية الوطنية بعمالة مراكش، أن إدارته توصلت بالدراسة وغلافها المالي من شريكها في هذا الورش، وستحيلها على المقاولة المكلفة بأشغال بناء الثانوية التأهيلية، مؤكدا أن المديرية منكبة بقوة لوضع حل في أقرب أجل ممكن.

وفي ما يخص الوسائل التعليمية، فذلك “ليس حالة خاصة بهذه الثانوية”، يقول بلقرشي، الذي أرجع تأخر تزويد المؤسسات بها إلى أن المديرية الإقليمية “تنتظر انتهاء الوزارة من رؤية جديدة بهذا الخصوص ترمي إلى توحيد الصنافة”، وبمجرد حصول ذلك، ستعمل إدارته على توفير هذه الوسائل لكل المؤسسات.

hespress.com