تستمر أزمة “كورونا” في إرخاء ظلالها على عدد من القطاعات بسبب ظروف الحد من التنقل والسفر، من بينها قطاع الصناعة التقليدية الذي يعيش سنة عصيبة منذ منتصف شهر مارس 2020، بعدما مست الجائحة شريان حياته: السياحة الخارجية والداخلية، و”القطاع المناسباتيّ”.

ولا حديث عند عدد من العاملين في مجال ترويج المنتجات التقليدية، وفق تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلا عن “الانتظار”، أملا في أن تعود المياه إلى مجاريها، بعد جلاء خطر الجائحة، ليمكن التنقل بين المدن دون رخص، وتفتح المطارات ليعود تدفق السياح كما كان، وتنظم عدد من المناسبات التي تحتاج التزود بالمنتجات التقليدية.

كما يتحدث عدد من المهنيين عن الحاجة إلى تدخل حكومي لحماية القطاع، من طرف الوزارة المكلفة بالصناعة التقليدية، وإعادة النظر في تنظيمه، عبر أيام دراسية ترصد اختلالاته، وتصف حلولا عملية وتنزلها قصد تطوير الصناعة، من الصانع إلى المروج، وحمايتها من “الدخلاء والمستغلِّين”.

ولا تنعكس هذه الوضعية الصعبة التي يشهدها قطاع الصناعة التقليدية على التجار المروجين فقط، بل على الصانع التقليدي أيضا مع الأزمة التي يشهدها الطلب على هذه المنتجات، وهو ما يضاف إلى الوضع المالي والتنظيمي الصعب، أصلا، الذي كان يعيشه في وقت سابق على جائحة “كورونا”.

في هذا السياق يقول خير الدين الشقروني، مروج لمنتجات الصناعة التقليدية، إن هذا القطاع يعاني من إغلاق أبواب السياحة عليه، بسبب ظروف الأزمة الصحية الراهنة، علما أنه مرتبط ارتباطا حيويا بها.

ويزيد المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “حتى الناس الذين نتعامل معهم في مدن أخرى مثل طنجة ومراكش وأكادير أبوابهم مغلقة الآن، وبالتالي حتى التجارة بين الزملاء متوقفة؛ مع العلم أنه لا يوجد مدخول آخر للصانع التقليدي إلا ترويج منتجاته”.

ويسترسل المهني ذاته قائلا: “نحن الحلقة الضعيفة، فليس لنا لوبي يدافع عنا مثل قطاعات من قبيل الفنادق؛ فأغلبية الصناع التقليديين يشتغلون فرادى، ولا يفكرون إلا في إعداد منتجاتهم وبيعها، دون تقاعد أو تغطية صحية (…) ولا يشتغلون في إطار صناعات مهيكلة”.

وفي حديث عن مستقبل القطاع لا يتحدث المهني إلا عن فترة ما بعد الجائحة، التي يأمل أن يضخ معها استئناف التنقل العادي، بين الدول والمدن، دماء تعيد حياته.

كما يشدد الشقروني على ضرورة تنظيم الوزارة الوصية على قطاع الصناعة التقليدية “أياما دراسية للاستماع إلى مشاكلنا والبحث عن حلول قابلة للتنزيل، تستمع فيها لمن يطرحون المشاكل الحقيقية للقطاع، لا لمن يقولون ‘العام زين’، مع ضرورة الانتباه إلى حاجتنا إلى تنظيم جديد لغرف الصناعة التقليدية حتى لا يسيرها دخلاء على القطاع”.

hespress.com